لا تزال ساكنة أغلب أحياء مدينة سبت أولاد النمة تتطلع إلى التنمية المنشودة، وإلى التنزيل الفعلي للوعود التي حبلت بها الحملة الانتخابية للثامن من شتنبر الماضي، خاصة ما يتعلق بالتبليط والإنارة العمومية والترصيف والصرف الصحي.
فأغلب أحياء المدينة، حسب مواطنين، تفتقر إلى شروط التمدن، ولا تميزها عن باقي الدواوير المجاورة من حيث البنية التحتية سوى شبكة الربط بالماء والكهرباء، كما أن كل مظاهر البدونة لا تزال حاضرة فيها بشكل بارز.
وعلى الرغم من أن سكان هذه الأحياء كانوا وراء تغيير بنية المجلس الجماعي الحالي بالتصويت على الأصوات الشابة وعلى عدد من الكفاءات، فإنهم لم يلمسوا إلا القليل مما حبلت به وعود الفائزين في انتخابات 8 شتنبر الماضي.
ويكاد الوضع يتشابه في أحياء الهدى وسيدي بن عدي والياسمين والإنارة والنهضة، حيث لا تزال البنى التحتية تشكو من غياب التبليط والإنارة العمومية، وأحيانا الصرف الصحي والكهرباء وخدمات النظافة، ناهيك عن ملاعب القرب التي تنعدم بالمدينة ككل.
وبقدر ما تطالب الساكنة بضرورة تنزيل الوعود الانتخابية السابقة لضمان استفادة هذه الأحياء من التنمية أسوة بالبقية، خصوصا على مستوى تبليط الأزقة والإنارة العمومية، بالقدر الذي تنتقد التجربة الحالية، التي لا تتعدى إنجازاتها تنقية بعض البؤر السوداء من الأزبال وتدبير أزمة الماء الشروب بتنسيق مع السلطات.
جواد (41 سنة)، قاطن بالمدينة، قال إن “المجلس الجماعي تأخر في تنزيل وعوده السابقة، ولحد الساعة لم نلمس أي مبادرات تنموية باستثناء ما تمّ تفعيله في إطار برنامج أوراش”، مشيرا إلى أن الساكنة تُعول كثيرا على هذا المجلس بالنظر إلى مكوناته السياسية التي يطبعها التشبيب.
وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن أغلب مكونات المجلس الحالي كانوا أعضاء في جمعيات تنموية محلية، وحملوا مشعل التغيير، وترافعوا عن ملفات كبرى لدى المجالس المنتخبة الإقليمية والجهوية، وتم إبرام اتفاقيات في هذا الإطار، لكن مع وقف التنفيذ.
وسجل أهمية المقترحات والمشاريع التنموية، التي ترافعت عنها الجمعيات المدنية بشأن التبليط وتوفير الإنارة العمومية والصرف الصحي بالأحياء المهمشة، مشيرا إلى أن أجرأة هذه المطالب اصطدمت بإشكالات متعددة، تقتضي من المجلس الجماعي الإسراع بتدبيرها.
من جهته، قال عبد النبي لكريني، النائب الثاني لرئيس المجلس الجماعي، إن “المجلس الجماعي بأغلبيته المتناغمة وكفاءة أعضائه يحمل من التصورات والرؤى ما قد يجعل المدينة في مستوى تطلعات السكان”، مشيرا إلى أنه تم تشخيص كل الإشكالات المطروحة وستتم معالجة كل واحدة منها على حدة وفق الأولويات.
وأضاف لكريني، في تصريح لهسبريس، أن “فعاليات المجتمع المدني قدمت خلال الولاية السابقة مشاريع تنموية مهمة، وترافعت بالفعل عن برامج تلامس اهتمامات الساكنة، وهي الآن متضمنة في برنامج الجماعة، وتخص بالضبط بعض الأحياء الهشة، وليس الهامشية، وستحظى بالأولوية”.
وأشار إلى أنه في حدود نهاية 2022 وبداية 2023 ستعرف المدينة تنزيل بعض الأوراش التنموية المهمة، التي بلغت إجراءات المصادقة عليها- وفق المساطر القانونية والإدارية- مراحلها الأخيرة، من قبيل إعادة الربط بالواد الحار وتعميمه، وتقوية الربط بشبكة الكهرباء وتعميمها، وكذا توسعة وإعادة تأهيل بعض الشوارع الرئيسية، من ضمنها شارع الحسن الثاني.
وأكد أنه إلى حدود اللحظة لم تفرج وزارة الداخلية بعد عن الميزانية المالية برسم 2022 للجماعة الترابية سوق السبت أولاد النمة على غرار عدد من الجماعات الترابية الأخرى.