تسعى الحكومة الإسبانية إلى “استعادة العلاقات” مع الجزائر “بأسرع ما يمكن”، وستعمل على تحقيق ذلك من خلال “الحوار والدبلوماسية”، بالإضافة إلى الإصرار على عدم وجود مؤشر بأن الأزمة الحالية بين البلدين ستؤثر على إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا.
وقال وزير شؤون الرئاسة الإسباني، فيليكس بولانيوس: “لقد أعربنا عن بالغ أسفنا لتعليق معاهدة (الصداقة) من قبل السلطات الجزائرية”، وستسعى البلاد إلى “محاولة استعادة تلك العلاقة الطبيعية بين بلدين متجاورين ولهما مصالح تجارية وثقافية واقتصادية مشتركة”.
وأدلى الوزير بهذه التصريحات للصحافة في بلدة بينا آفيس بإقليم مالاغا (جنوب البلاد)، التي توجه إليها لمتابعة تطور حريق غابة أتى على 3 آلاف هكتار.
وردا على سؤال حول ما إذا كان تعليق هذه المعاهدة يمكن أن يؤثر على إمدادات الغاز من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى إسبانيا، أشار الوزير ذاته إلى أنه “لا توجد بيانات أو أي مؤشر” على ذلك.
وأوضح بولانيوس: “العقود طويلة الأجل للغاية، وحتى الآن ليس لدينا أي مؤشر على الإطلاق” بأنه لن يتم الوفاء بها، وأضاف: “الجزائر كانت دائما شريكا موثوقا به في ما يتعلق بإمدادات الغاز، ونحن على يقين بأنها ستظل كذلك”.
وحول ما إذا كانت إسبانيا ستلجأ إلى القضاء في حال خرق هذه العقود، فضل الوزير تجنب التخمين، وأصر على الرهان على “تطبيع العلاقات والوفاء بالعقود والالتزامات بين البلدين”.
وفي ما يتعلق بحقيقة أن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، سيناقش هذه الأزمة الدبلوماسية مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمفوض المسؤول عن السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، قال المتحدث ذاته: “من الطبيعي أن يتم تنفيذ السياسة الخارجية جنبا إلى جنب مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي”.
يشار إلى أن الجزائر أعلنت الأربعاء تعليق “معاهدة الصداقة” بعد تغير موقف الحكومة الإسبانية بشأن قضية الصحراء، ودعم المقترح المغربي.
من جانبه، دافع رئيس الحكومة الإسبانية، بدرو سانشيز، عن تحول الموقف الإسباني بشأن قضية الصحراء، باعتبار أن الحكم الذاتي لتلك المنطقة هو “الأكثر جدية ومصداقية وأساس واقعي” لحل الصراع المستمر منذ عقود، ويرى كذلك أنه يعطي نتائج إيجابية في علاقات إسبانيا مع المغرب.