تتكرر مع كل موسم صيف نداءات الساكنة والمجتمع المدني بجهة كلميم وادنون الداعية إلى تثمين المؤهلات السياحية بالجهة، وتعزيز مكانتها ومنافستها على الصعيد الوطني في الجانب المتعلق باستقطاب أكبر عدد من الزوار المغاربة والسياح الأجانب.
وشكل شاطئ الگزيرة الساحلي، الواقع بجماعة تيوغزة بإقليم سيدي إفني، موضوعا لهذه النداءات، التي طالبت بضرورة التدخل لحماية القوس المتبقي من الانهيار، وتمكينه من كافة الضروريات، التي من شأنها تعزيز العرض السياحي بهذا الشاطئ المصنف من أجمل الشواطئ على المستوى العالمي.
وفي هذا الإطار أثمرت شراكة بين مجموعة من المؤسسات والمجالس المنتخبة عن توقيع اتفاقية تهم مشروع تأهيل شاطئ الگزيرة بغلاف مالي يناهز ستة مليارات سنتيم.
وتجمع هذه الاتفاقية بين جماعة تيوغزة والمديرية العامة للجماعات الترابية وصندوق الكوارث الطبيعة بوزارة الداخلية والمجلس الإقليمي لسيدي إفني ووزارة التجهيز والماء ووكالة الحوض المائي بجهة كلميم وادنون.
وعن تفاصيل مشروع تهيئة شاطئ الگزيرة، قال الحسين إدابير، رئيس المجلس الجماعي لتيوغزة، في تصريح لهسبريس، إن المشروع سيمول من طرف وزارة التجهيز والماء بمبلغ يقدر بـ24.94 مليون درهم، ومن بين أهدافه حماية الأقواس الطبيعية لتفادي انهيارها كما وقع مع أحد الأقواس في وقت سابق.
“كما ستساهم جماعة تيوغزة والمجلس الإقليمي لسيدي إفني بمبلغ قدره 13.6 مليون درهم عن طريق المديرية العامة للجماعات الترابية، فضلا عن اعتمادات مقدمة من قِبَل صندوق الكوارث الطبيعية التابع لوزارة الداخلية بمبلغ قدره 15 مليون درهم، إضافة إلى وكالة الحوض المائي، التي حددت مساهمتها في 7.4 ملايين درهم، ليصل مجموع الاعتمادات لما يقارب 61 مليون درهم”، يضيف إدابير.
كما ستهم الأشغال تهيئة كورنيش الشاطئ على طول 480 مترا، ومربدا لركن السيارات بسعة تبلغ 242 سيارة، إضافة إلى تشييد مخفر للمركز الملكي ومركز للوقاية المدنية ومرافق صحية وحمامات على مساحة 120 مترا مربعا كل على حدة، فضلا عن تهيئة ما يناهز 7864 مترا مربعا خاصة بالفنادق والمطاعم، وتشييد مركز للإقامة على مساحة 290 مترا مربعا.
ونوه إدابير بمجهودات عمالة سيدي إفني في البحث عن شركاء وجلب هذه الاعتمادات المالية من أجل تأهيل منتجع الگزيرة المصنف ضمن أفضل 30 شاطئا في العالم، مشيرا إلى أن المشروع يهدف إلى تشجيع السياحة وإيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة.
من جهته، قال إبراهيم حيدرا، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بكلميم وادنون، إن “الگزيرة الممتد على طول ستة كيلومترات شاطئ رائع بكل المقاييس وتمارس فيه هواية ركوب الأمواج، وبه مرتفعات تمارس منها هواية ركوب المظلات، إلا أنه كان دائما بحاجة ماسة لهيكلته وتهيئته، خصوصا بعد سقوط أحد القوسين البحريين قصد الحفاظ على القوس المتبقي ودعمه تفاديا لسقوطه”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن تهيئة شاطئ الگزيرة وتمكينه من بنية تحتية ملائمة سيساهم في استقطاب عدد مهم من السياح في السنوات القادمة، وسيحول جهة كلميم إلى قطب سياحي متميز.
وأشار حيدرا إلى أن إقليم سيدي إفني غني بالمؤهلات السياحية، سواء البحرية أو الجبلية، وأنه يحتاج فقط إلى بنية تحتية من فنادق مصنفة ومآوٍ سياحية ومواقف للسيارات ومطاعم، إضافة إلى إعادة تأهيل مطار سيدي إفني، الذي اعتبره ضامنا للتنمية السياحية بالإقليم.
وأضاف أن المجلس الجهوي للسياحة عازم على الانخراط في ورش تهيئة شاطئ الگزيرة، وأنه سيعمل بمعية شركائه على تسويق المنطقة، إلى جانب شواطئ سيدي إفني، في كل المنتديات السياحية الوطنية والدولية وعبر وسائل تواصل معدة لهذا الغرض.