خلدت عمالة وجدة-أنكاد، الأربعاء، الذكرى السابعة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك عبر تنظيم لقاء تواصلي اختير له شعار “المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: مقاربة متجددة لإدماج الشباب”.
وجرى خلال هذا اللقاء، التذكير بسياق المواكبة الاجتماعية والاقتصادية، وبمنهجية المواكبة بمنصة الشباب وجدة-أنكاد وحصيلة منجزاتها، إلى جانب عرض رسم خرائط المخاطر وتوصيات مكتب الدراسات، ثم عرض عينة من المشاريع المستفيدة من التمويل.
وفي كلمة بالمناسبة، ذكر معاذ الجامعي، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة-أنكاد، أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بشكل كبير في فك العزلة والحد من الفوارق المجالية عبر تقوية المسالك الطرقية والربط بشبكتي الكهرباء والماء الصالح للشرب، وكذا تيسير الولوج إلى الخدمات الصحية للقرب، عبر إحداث وتجهيز المراكز الصحية، واقتناء سيارات للإسعاف، بالإضافة إلى تنظيم القوافل الطبية والحملات الصحية.
وأضاف أنه “تم إنشاء العديد من بنيات الاستقبال والإيواء، من قبيل دور الطالب والطالبة، وكذا توفير حافلات النقل المدرسي، وذلك بهدف تقليص نسب الهدر المدرسي وتمكين التلاميذ، خاصة بالعالم القروي، من متابعة دراستهم في ظروف ملائمة”.
وأكد الجامعي أن المرحلة الحالية، التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس يوم 18 شتنبر 2018، تهدف إلى تحصين مكتسبات المرحلتين السابقتين، من خلال إعادة تركيز برامج المبادرة على النهوض بالرأسمال البشري، والعناية بالأجيال الصاعدة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، ودعم الفئات في وضعية هشاشة، وذلك اعتمادا على منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة ترمي إلى تحقيق مزيد من الانسجام والفعالية.
وأبرز أن عدد المشاريع المبرمجة خلال هذه المرحلة بلغ 148 مشروعا، بكلفة إجمالية ناهزت 95 مليونا و600 ألف درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية 72 مليون درهم، لفائدة أكثر من 69 ألف مستفيد، موزعة على البرامج الأربعة.
وأشار المسؤول ذاته إلى توفر عمالة وجدة أنكاد بدورها على منصة للشباب، تحتوي على فضاءات للاستقبال والاستماع والتوجيه، لدعم روح المقاولة لدى الشباب ومواكبة حاملي المشاريع ودعم قابلية التشغيل لدى الشباب، وتحسين الدخل، من خلال تشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وهي رافعة أساسية لتوجيه الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و35 سنة ومساعدتهم على تقوية مهاراتهم في التنمية الشخصية والتقنية، ودعمهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع.
وقد استقبلت هذه المنصة ما يفوق 5100 شاب وشابة، وتكوين 333 منهم، علاوة على إحداث 68 مقاولة وتعاونية، ومواكبة 310 للولوج إلى سوق الشغل، بالإضافة إلى تمويل 94 مشروعا بكلفة إجمالية ناهزت 14 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية فيها نسبة 58%.
من جانبها، قدمت رئيسة قسم العمل الاجتماعي ممثلة مكتب الدراسات “Proximity Management” المشرفة على تسيير منصة الشباب، عرضين مفصلين حول المقاولة الاجتماعية، تناولت فيهما حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، وأنشطة منصة للشباب.
وقامت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة وجدة-انكاد ببرمجة مجموعة من التدخلات في هذا المجال ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاص بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي، وكذا بعض الشهادات الحية للشباب الذين استفادوا من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو من خدمات منصة الشباب المحدثة على صعيد العمالة.
واختتم اللقاء التواصلي بتسليم والي جهة الشرق شهادات نهاية المواكبة القبلية للمستفيدين من التكوين في محور دعم ريادة الأعمال، بموجب شراكة مع جمعية الجسر، للولوج إلى سوق الشغل.