
يشكل النقل الصحي، أو خدمة توجيه المرضى من مراكز استشفائية إلى مستشفيات أكثر تجهيزا، حدثا استثنائيا بالنسبة للكثيرين ممن عاشوا هذه التجربة، حيث يصبح البحث عن سيارة إسعاف بمثابة “بحث عن إبرة في كومة قش”.
وإذا كان هناك مواطنون مغاربة يئنون تحت وطأة المرض ويجدون صعوبة في الظفر بخدمات سيارات الإسعاف، فإن هذا القطاع يعيش مشاكل كبرى وفوضى عارمة بمدن الاصطياف، خاصة في إقليم تطوان وعمالة المضيق الفنيدق، وفق ما أورده عبد النور البقالي، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بالمضيق الفنيدق.
وقال الفاعل النقابي، ضمن تصريح لهسبريس، إن مهمة نقل المرضى من مستشفى إلى آخر أضحت معاناة حقيقية في ظل الازدحام الكبير على الطرقات، والاكتظاظ غير المسبوق في الشوارع، في انتظار “رحمة تنزل من السماء”، بتعبيره.
وأضاف البقالي أن “وصول المرضى إلى مستشفيات الاستقبال بات مهمة مستحيلة، فبعد الإكراهات المتعلقة بالموارد البشرية والتقنية، تصطدم الأطر الصحية والمرضى بمشكل النقل في الطرقات، خاصة في المناطق النائية وكذا الفترة الصيفية، حيث تجبر سيارات الإسعاف وطاقمها على أداء تسعيرة المرور بالطريق السيار، وانتظار طابور السيارات في محطات الأداء، الشيء الذي يزيد من محنة الوصول إلى التطبيب”.
واعتبر الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بالمضيق، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن هذا الأمر غير مقبول، داعيا كافة المتدخلين إلى السهر على تيسير وصول المرضى إلى العلاج وإنقاذ الأرواح.
وتساءل المتحدث، أيضا، عن مآل بطاقات المرور عبر الطريق السيار، التي تخصصها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على مستوى المندوبيات الإقليمية والمديريات الجهوية والمراكز الاستشفائية.
وطالب بـ”تيسير مرور سيارات الإسعاف عبر شبكة الطرق السيارة، خاصة أن الأمر يتعلق بأرواح بشرية غالبا ما يكون ثمن تذكرة المرور عبر “الأوطوروت” سببا في عدم الوصول في الوقت المناسب لتلقي العلاج”.