منبعثة من الجنوب هذه المرة، تواصل حرائق الغابات تهديدها للمجال والإنسان؛ فقد اندلعت النيران في مساحات واسعة من إقليم تارودانت، مربكة جماعات عديدة، في مقدمتها تيزي نتاست وتافنكولت وتالكجونت التي عاشت ليلة بيضاء.
ووفقا لتصريح اسماعيل بن عمر، المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتارودانت، لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن هذا الحريق لم يتم إخماده إلى حدود اللحظة، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن الشرارة الأولى اندلعت عشية أمس الثلاثاء.
وشبت النيران في البداية بغابة أنزال بجماعة تيزي نتاست، لتنتشر بجبل أكني بين دواري تيركنيت وادبدي في اتجاه منطقة تاوينخت بجماعة تافنكولت، وهو ما اضطر السلطات لإجلاء السكان تجنبا لأي خسائر في الأرواح.
عادل أداسكو، فاعل مدني بإقليم تاروادنت، قال إن حرائق غابات تيزي نتاست، تافنكولت وتالكجونت عرفت تأخرا في تدخل فرق الإطفاء، متأسفا لغياب طائرات إخماد النيران التي لم تتم الاستعانة بها إلى حد الساعة عكس مناطق الشمال.
وأضاف أداسكو أن هناك دواوير تقع وسط هذه الغابات تم ترحيل ساكنتها، من بينها دوار تيغبولا بجماعة تافنكولت، مشيرا إلى تطوع العديد من شباب المناطق المتضررة للمساعدة في إخماد النيران، متسائلا: “لماذا يتكرر تأخر فرق الإنقاذ علما أن هذه المناطق تعرضت لحرائق عديدة آخرها منذ شهرين؟”.
وطالب أداسكو بـ”توفير وسائل إطفاء الحرائق بوحدات خاصة قريبة من الغابات، وتوزيع طائرات إخماد النيران على جميع تراب المغرب وليس تكديسها بمكان واحد، مما يصعب مهمة التحاقها بسرعة عند بداية اشتعال النيران بالغابات، سواء بشمال أو وسط أو جنوب المغرب”.
رشيد فسيح، رئيس جمعية بييزاج لحماية البيئة، أورد أنه “تمت محاصرة الحريق ليلا بفضل انخفاض درجة الحرار وتدخل فرق الوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي، وانخراط المتطوعين بوسائل بسيطة من شباب المنطقة والساكنة المجاورة”.
وأوضح فسيح أن “النار أتت على عديد من الأشجار المثمرة، منها البلوط والأركان والخروب والكركاع، فيما لم تبرز إلى حدود الساعة أية معلومات عن حجم الأضرار المادية والمساحة المحروقة للغابة”، مقرا بوجود تأخر كبير في وصول تجهيزات لوجيستيكية (مروحيات أو طائرات “كنادير”)، نظرا للتعبئة الشاملة بغابات شمال المغرب.
ونبه فسيح، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن “الحريق قد تتوسع رقعته اليوم بسبب عودة رياح الشركي وارتفاع درجة الحرارة”، مشيرا إلى إجلاء بعض السكان مخافة وقوع ضحايا.