كاتب السيناريو الحسين الحايل، الذي اشتغل بالمسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، غادر دنيا الناس في سنته السابعة والسبعين.
وفضلا عن المسرحيات الإذاعية، كان الكاتب الراحل نتاجا للحركة المسرحية المغربية في دور الشباب ستينات القرن الماضي، كما ارتبط اسمه في سنواته الأخيرة بسلسلة “مداولة” التلفزيونية التي كان من كتاب نصها.
أحمد سيجلماسي، ناقد سينمائي مؤرخ للسينما المغربية، قال إن الحسين الحايل “سيناريست عصامي كون نفسه بنفسه، ودرس، حسب حوار له، التعليم الثانوي في معهد يشرف عليه المصريون، في مرحلة كانت فيه مدارس عراقية ومصرية بالمغرب، خاصة في المدن الكبرى، وكانت بها حصص تقرب التلاميذ من الفنون، وخاصة الفن المسرحي”.
وأضاف سيجلماسي، في تصريح لهسبريس، أن “هذه الحصص غذت ميل الفقيد إلى الفن، ومن هنا كانت انطلاقة اهتمامه بالفن المسرحي، ثم التحق بدار الشباب في يعقوب المنصور، وأغلبية فنانينا في التمثيل كانوا هواة ومرتبطين بفرق بدور الشباب، وهكذا كانت بدايته في الستينات، حيث احتك بالمسرحيين، وعرف أشخاصا في سنه سيكون لهم باع بعد ذلك مثل محمد الرزين وعبد الكبير الشداتي”.
وتابع بأن “هذا الكاتب الذي ولد في نواحي سطات وقدمت عائلته إلى الرباط وهو طفل، فدرس بها، اشتغل في التمثيل مع نخبة في دار الشباب احتكت ببعضها في مرحلة الهواة، علما أن هذا المسرح أعطى الكثير في الستينات والسبعينات”.
وواصل السيجلماسي قائلا: “كان الحسين الحايل يشخص ويلعب أدوارا، قبل أن يتوجه إلى الكتابة المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، وشجعه على الكتابة الإذاعية المخرج محمد أحمد البصري، ومن هناك انطلق تعامله مع الإذاعة بعد مسلسل إذاعي كتبه وأخرجه البصري، ثم كتب سلسلتين إذاعيتين أخرجهما الهاشمي بنعمرو”.
وفي السينما، يورد السيجلماسي، كان “أول سيناريو اشتغل عليه الراحل سنة 2002 في فيلم (وبعد) الذي كتبه مع المخرج محمد اسماعيل، وأقنعني السيناريو لما قدم وكنت عضوا في لجنة الدعم”.
وتأسف المصرح لهسبريس لاقتصار كاتب السيناريو بعد ذلك على كتابة نصوص أفلام قصيرة، إلى جانب سيناريوهات حلقات تلفزية. ثم ذكّر بمسرحية كتب نصها وأخرجها الراحل بعنوان “مدرسة المشاغبات”، مستفيدا من مسرحية “مدرسة المشاغبين”، مع إعطائها “طابعا مغربيا”، ولو أن “الكتابة ظلت الغالبة على مساره”.
وعدد الناقد السينمائي مشاركات الكاتب السينمائي الراحل في تأطير ورشات بمهرجانات سينمائية مغربية، مستحضرا آخر تكريم للفقيد سنة 2021 بمهرجان “سينما الواحة” بطاطا.
وأكبر المتحدث في كاتب السيناريو الراحل حرصه على توثيق تجربته في كتاب صدر سنة 2013، قدم فيه للشباب والمبتدئين “تقنيات كتابة السيناريو السينمائي التي حاول ترجمتها وتلخيصها وتقديمها بلغة بسيطة”.
ووقف السيجلماسي عند عطاء الحايل الكبير في “سلسلة مداولة التي اشتغل فيها لمدة 17 سنة، وكتب ما يزيد عن 150 حلقة، خاصة في الجانب الدرامي الذي كان يتكلف به، وكان يرافقه فيه كتاب آخرون”.
وفي ختام تصريحه لهسبريس، قال الناقد أحمد السيجلماسي إنه رغم “الوضعية المعروفة لكاتب السيناريو في المغرب، وما يرافقها من غياب للتشجيع”، إلا أن الراحل استطاع “مراكمة تجربة محترمة”، خاصة في “التلفزيون الذي يكون مردوده أحسن بكثير من السينما والمسرح نظرا للاستقرار الذي يوفره، دون ذكر هزالة تعويضات الإذاعة”.