أدرجت وزارة التعليم والتدريب المهني الإسبانية (MEFP)، للمرة الأولى، مادة لتدريس الدين الإسلامي لطلاب المدارس الثانوية في مدينة سبتة المحتلة، بعدما ظلت المسيحية (الكاثوليكية) المادة التعليمية الدينية الوحيدة في المستوى الثانوي لسنوات؛ بينما يتم بالفعل تدريس مادة الإسلاميات في المستوى الابتدائي العمومي.
وكشفت وسائل إعلام محلية أنه بإمكان التلاميذ الاختيار، ابتداء من السنة المقبلة، المادة الدينية التي سيدرسونها؛ وذلك بعد 30 عاما من توقيع اتفاقية بين الحكومة الإسبانية والمفوضية الإسلامية في إسبانيا (CIE)، والتي تؤكد على حق تلاميذ الجاليات المسلمة في تلقي دروس الدين الإسلامي في جميع المراحل التعليمية الثلاث، سواء داخل المؤسسات التعليمية التابعة للقطاع العام أو مدارس التعليم الخصوصي.
وأبرزت أن هذا الإجراء سيتم تنفيذه تدريجيا في المراكز التعليمية، حيث سيتم فتح باب توظيف أساتذة مادة الإسلاميات الحاصلين على شهادة الملاءمة التي تمنحها الوزارة للذين تتوفر فيهم الشروط مثل باقي أساتذة المواد الدينية الأخرى.
مليلية غير معنية
على الرغم من تشابه سياسات سبتة ومليلية المحتلتين تتشابه في كثير من القطاعات، فإن هذا القرار لا يشمل مدينة مليلية التي لا تدرس مادة الإسلاميات للتلاميذ المسلمين إلا في المستويات الابتدائية، وفق ما أكده محمد الوادي، الكاتب العام للمكتب النقابي للأطر الإدارية والتربوية لمؤسسة مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة.
وأضاف الوادي، ضمن تصريح لهسبريس، أن التلاميذ يختارون في المرحلة الابتدائية المادة الدينية (الإسلامية أو المسيحية) التي يرغبون في دراستها على حسب انتمائه وجذوره، مبرزا أن التلاميذ المسلمين يتلقون دروس الإسلاميات كذلك في المقر سالف ذكره وبعض الجمعيات التي تنشط في المساجد أو في مقراتها، مثلما يتلقى الطلبة اليهود دروسهم في الديانة اليهودية في مدرسة خاصة بالمدينة إلى جانب مدارس مسيحية خاصة.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن هناك معهدا إسلاميا في طور البناء في مدينة مليلية المحتلة، من المرتقب أن يؤدي نفس وظائف المعاهد الإسلامية الموجودة بمجموعة من الدول الأوروبية.
ووُجهت “اتفاقية 1992” في مناسبات عديدة بانتقادات واسعة بسبب بقاء مجموعة من بنودها “حبرا على ورق” وفق مجموعة من المؤسسات الإسلامية والأفراد، حيث تنظم الاتفاقية علاقات التعاون بين الدولة والجمعيات الإسلامية الموجودة في إسبانيا المنتمية إلى المفوضية سالف ذكرها والمسجلة في سجل الهيئات الدينية، خاصة في شؤون الأئمة المسلمين وتدبير أماكن العبادة والدعوة والتعليم الديني والاحتفال بالأعياد الدينية.