أسماء وأسئلة : إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الكاتب سعيد رضواني.
1.كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
نحن نتغير من زاوية رصد إلى أخرى، قد أعرف نفسي بالأمس تعريفا مناقضا لما قبل أمس، واليوم لا أعرف نفسي خارج الكتابة. قد أكون مجرد كلمات مصفوفة تتحدث عن إنسان يعيش لينقل تجربته إلى الورق، أو أكون إنسانا يحاول تنزيل ما يخطه قلمه ليعيش التجربة المكتوبة على الأرض، وفي كل الأحوال أنا مجموعة من المتناقضات لا ترسو سفينتي على بر محدد ولا على ميناء واحد، فقد مارست الصحافة والتجارة والفلاحة ولا أدري ما سأمارسه مستقبلا من أعمال.
2. ماذا تقرأ الآن؟
فسحة العمر لا تكفي الإنسان ليقرأ كل ما يهوى، وعكس الماضي الذي كنت ألتهم فيه كل ما يقع تحت عيني أصبحت الآن حريصا على النبش والانتقاء. وبعد أن توقفت مدة أشهر عن القراءة بسبب مشكل في عيني عدت قبل أيام للقراءة وما أقرأه الآن هو “تاريخ موجز للزمان” لستيفن هوكينغ.
. وما هو أجمل كتاب قرأته؟
هو كتاب الكتب الذي تمتد صفحاته من الصفحة الأولى للأجحنة المتكسرة لجبران خليل جبران مرورا بالكثير الكثير من الكتب وقوفا عند منتصف كتاب تاريخ موجز للزمن الذي أوشك على إنهائه.
3. متى بدأت الكتابة؟
منذ مراهقتي. كنت مولعا بترجمة كل الفتيات اللواتي أعرفهن إلى كلمات وجمل وفقرات.
ولماذا تكتب؟
أثناء كل قراءة أشعر بأن غيري من الكتاب قد جعلوني أعيش أكثر من حياة، وبدوري أردت أن أشارك في توسيع دائرة الحيوات المتعدد لعلي أفلح في جعل غيري يتمتع بأكثر من حياة واحدة.
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
واقعيا الدارالبيضاء ومتاهات أزقتها الشعبية، وإبداعيا “كومالا” قرية الأشباح التي أبدعها خوان رولفو في رائعته بيدرو بارامو.
5. هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
لن ترضى عني الكتابة حتى أتبع ملتها، وملتها شك وقلق ولايقين وعدم اطمئنان. أعمالي القادمة ستكون عن هذا الشك والقلق واللايقين واللآطمئنان.
6. متى ستحرق أوراقك الإبداعية وتعتزل الكتابة؟
عندما تعتزلني الحياة.
7 ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟
الكتاب الذي لم أكتبه بعد.
.وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
في الكتابة والأكل لا. في النوم والقراءة نعم، لا أفوت النوم وقت القيلولة، ولا أنام ليلا إذا راقني كتاب ما، بل أسهر الليل كله بغية إتمامه.
8.هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
الحضارات البشرية لم تكن لتقوم لها قائمة لولا مجهودات المبدعين والمثقفين والعلماء والمخترعين.
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟
المبدع لا يحب السجون وقد لا يطيق الحياة إذا أجبر على العزلة.
وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
تكون العزلة ملاذا عندما يختارها الكاتب، أما إذا فرضت عليه فهي سجن قاس.
10. شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
الطفل الذي كنته حتى أتمتع برصده بوعي، أكيد ستكون تجربة رائعة مثل التي عاشها إبداعيا خورخي لويس بورخيس في قصته “الأخر”.
11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
ربما كنت سأرفض أن أكبر وأعيش التجربة التي عاشها أوسكار ماتزيرات في رائعة “الطبل الصفيح” لغونترغراس.
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
الذكريات، وبالنسبة لي ما أقرأه وما أكتبه.
13.صياغة الأدب لا يأتي من فراغ، بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثنا عن مجموعتك القصصية (مرايا). كيف كتبت وفي أي ظرف؟
في مجموعتي القصصية “مرايا” أردت أن أصيغها على شكل متاهة ولأن للمتاهة الفكرية سيدها الذي هو بورخيس، وللمتاهة البيروقراطية والكابوسية سيدها الذي هو فرانز كافكا، اخترت أن تكون متاهتي سردية ولم أجد طريقة لفعل هذها سوى نقل آليات السيرك الذي كنت مولعا به في صغري إلى مجال الكتابة فحاولت تشكيل تقنيات السرد في مجموعتي القصصية “مرايا” على هيئة لولبية الأفعوانية وتشابك سيارات الاصطدام وتأرجح الأرجوحة وهكذا دواليك…
14. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
مادام الإنسان في حاجة إلى الجمال فهو في حاجة إلى الإبداع. وهذه المسألة لها علاقة وطيدة بحياته الاجتماعية مثلما هي عليه في حياته الوجودية.
15.هل يعيش الوطن داخل المبدع المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟
من جرب الاغتراب سيجيب أفضل مني على هذا السؤال. أما أنا فأسكن أرضا بدورها تسكنني.
16. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أقبلها إذا كانت محدودة في شذرات وأرفضها إذا انزاح بها الأمر إلى نشر نصوص مكتملة. ربما مازلت كائنا ورقيا.
17. أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
أجملها يوم ولدت مجموعتي القصصية “مرايا”، وأسوأها يوم توفي والدي.
18. كلمة أخيرة او شيء ترغب الحديث عنه؟
الشكر ثم الشكر ثم الشكر لمجهوداتك النبيلة.