جددت الجزائر هجومها على المغرب؛ هذه المرة على لسان مبعوثها الخاص إلى المنطقة المغاربية، عمار بلاني، الذي اتهم بلدانا إقليمية وازنة بكونها افتتحت “قنصليات وهمية” في الصحراء المغربية.
وقال بلاني، في تصريحات نقلتها صحيفة “الشروق” الجزائرية، إن تلك “القنصليات الوهمية يتم دفع أجرها من الأموال العامة للشعب المغربي”، مضيفا أن “بعض الدول التي فتحت هذه القنصليات الوهمية فقدت حتى حقها في التصويت داخل المنظمات الدولية”.
وبذلك يكون المسؤول الجزائري انتقد أكثر من 25 دولة ذات سيادة، بينها دول عربية وإفريقية وأمريكية، متهما إياها بكونها اعتمدت “قنصليات وهمية” بالداخلة والعيون، بينما توجد مقرات رسمية لتلك القنصليات حضر حفل افتتاحها وزراء خارجيتها.
وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن “في نبرة عمار بلاني الكثير من اليأس حيال تحولات متسارعة لصالح الموقف التفاوضي المغربي، بعد تطورات جذرية لمواقف دول لها تأثير بالغ في توجيه الرأي الدولي لتبني مقاربة الحكم الذاتي حلا رائدا للنزاع المفتعل حول الصحراء”.
وأضاف الفاتحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ما يعبر عنه عمار بلاني يكشف عجزا جزائريا في الحفاظ على مواقف بعض الدول التي كانت تعد إلى أمد قريب أنها تدعم الطرح الانفصالي الجزائري، قبل أن تصحح موقفها بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي”.
وأردف بأن “تصريحات بلاني بخصوص تزايد افتتاح القنصليات بالصحراء، تنم عن عناد طفولي لم يستوعب حتمية تنامي تأييد المجتمع الدولي لسيادة الوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يشي بأن الجزائر لم تعد قادرة على فهم التحولات المتسارعة في مواقف الدول من نزاع الصحراء، وهو تحول يفوق بكثير ما تسعى إليه الجزائر”.
وتابع قائلا إن “الادعاء بأن افتتاح القنصليات بالصحراء يتم بدعم مغربي، هو شهادة عاجز عن مجاراة دولة قوية تحظى بتأثير ونفوذ قوي لن تستطع معه الدبلوماسية الجزائرية صبرا”.
وزاد الفاتحي أن “بلاني الذي كان يعول عليه رمطان لعمامرة لإحداث فرق لصالح الأطروحة الجزائرية، قد اعترف من خلال تصريحه بأنه انهزم وأن مناوراته باءت بالفشل حتى داخل الدول الإفريقية”.
وخلص الباحث في الدراسات الاستراتيجية إلى أن “المسؤول الجزائري يتوقع مزيدا من ضغوط الدبلوماسية المغربية في مستقبل الأيام داخل الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي، وأمام المبعوث الشخصي إلى الصحراء، دي ميستورا، في جولة مقبلة إلى المنطقة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا الجزائر إلى الجلوس إلى موائد مستديرة لحل نزاع الصحراء”.