أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، خلال حضوره أشغال إطلاق برنامج “الحق من خلال الفن” الذي تشرف عليه وزارته، الخميس 28 يوليوز 2022 بطنجة، أن جوهر البرنامج “ينهل من دور الجامعة باعتبارها فضاء راقيا للمعرفة وتلقي ونقل القيم المجتمعية”، المشكلة لأساس الروابط الاجتماعية والعيش المشترك، في ظل “تحولات عميقة” تعيش على إيقاعها البشرية في السنوات الأخيرة.
ويتوجه هذا البرنامج، المنطلق على هامش انعقاد أيام دراسية تحت عنوان “التراث المبني بين قوة القانون وهشاشة الفن”، إلى فئة الشباب. كما يتوخى تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها الاجتماعي والثقافي، عبر خلق فضاء للنقاش والحوار حول القضايا ذات الصلة بالقانون التي تهم الحياة اليومية للمواطن.
وأضاف المسؤول الحكومي أن وزارة التعليم العالي “واعية بأهمية وقوة التعبيرات الفنية والثقافية، بالنظر إلى حمولتها الإبداعية ولغتها الفنية قصد تبليغ الرسائل المجتمعية إلى شريحة واسعة”، وهو ما يوحّد جهود الفاعلين حول قضايا ذات أولوية، سواء كانت قانونية أو اقتصادية أو بيئية أو حتى ذات أبعاد مجتمعية.
ميراوي أوضح في كلمته بالمناسبة أن البداية كانت بموضوع “التراث المبني”، عبر تسليط الضوء عليه بشكل مزدوج من زاوية قوة القانون وهشاشة الفن، موضحا أنه “موضوع تكتسب فيه التوعية والتحسيس معناهما الكامل، بالنظر إلى أن قيمة تراثنا المعماري، الذي تم تسجيل جزء كبير منه كتراث عالمي، هو انعكاس لتاريخنا القديم، الذي يعكس عظمة هذه المملكة، الدولة-الأمة التي تحظى على الساحة الدولية بقدر كبير من الاحترام”.
وخلص الوزير إلى أن “التراث المغربي المعماري هو أصل غير مادي لا يقدّر بثمن، يجب أن يُثمّن ويصان باستمرار من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية”، لافتا إلى أن “الجمع بين استخدام الفن في قوته الاقناعية والتعبوية، جنبا إلى جنب مع صرامة القانون، سيسمح لنا بتحسين إجراءاتنا لصالح صيانة تراثنا الثقافي المبني”، مشددا على كون هذا البرنامج يندرج في إطار تفعيل التوجيهات الملكية حول تأهيل الرأسمال البشري، كما يتماشى مع “التوجه نحو النموذج البيداغوجي الجديد” الذي أقرّه المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030).