تسبب إغلاق مقر الطلبة المغاربة المسلمين بمليلية المحتلة، منذ توقف نشاط المعابر البرية الفاصلة بينها وبين إقليم الناظور في الـ13 من مارس 2020، في حالة من “الضياع” بالنسبة إلى ىالتلاميذ والأطر التعليمية والإدارية العاملة بها، كما بات مصيرها مستقبلا تلفه الشكوك.
وكان 720 تلميذا يتابعون دراستهم في المؤسسة سالفة الذكر، حوالي 80 في المائة من بينهم من القاطنين بالثغر المحتل فيما الباقي يقطنون في المناطق المجاورة التابعة لإقليم الناظور؛ وهو الشأن ذاته بالنسبة إلى هيئة التدريس والأطر الإدارية.
ووفق المعطيات المتوفرة لدى هسبريس، فإن مجموعة من التلاميذ والأطر التعليمية والإدارية ظلت، بعد إغلاق المعابر الحدودية، عالقة في الجانبين. كما اعتمدت المؤسسة خلال الموسم الدراسي ذاته التعليم عن بُعد، حيث وفرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور قسما خاصا بهذه العملية؛ غير أن هذه العملية توقفت خلال بداية الموسم 2021/2022، بعد حالة شبه الإغلاق التي عرفتها المؤسسة. وجرى تكليف وإدماج أساتذة المؤسسة وتلاميذها الموجودين في إقليم الناظور في مؤسسات تعليمية أخرى.
في هذا السياق، قال محمد الوادي، الكاتب العام للمكتب النقابي للأطر الإدارية والتربوية لمؤسسة مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة، إن شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تدخل، بعد مراسلة المكتب النقابي السلطات المحلية ونواب الإقليم في البرلمان ودقها لناقوس الخطر بشأن وضعية هذه المؤسسة، حيث تم إنقاذ الموسم الدراسي الحالي بعد فتحها في وجه التلاميذ والأساتذة الموجودين داخل الثغر المحتل.
وأضاف الوادي، في تصريح لهسبريس، أنه بعد فتح “معبر بني أنصار”، في الـ17 من شهر ماي الجاري، “لم نتوصل كأساتذة وكمكتب نقابي وجمعية آباء وأولياء التلاميذ بأي جديد أو إخبار بخصوص مصير المؤسسة الموسم الدراسي المقبل”.
وأكد المسؤول النقابي أن مصير التلاميذ والأساتذة التابعين للمؤسسة يظل إلى اليوم مجهولا في ظل غياب أي معطيات من الجهات الرسمية وحرمان التلاميذ والأساتذة من العودة الفورية إلى مؤسستهم، خصوصا أن التلاميذ لم يتمكنوا من الاندماج داخل المؤسسات التعليمية المعتمدة على اللغة الفرنسية.
وبالرغم من اعتماد مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة على المنهج التعليمي المغربي فإنها كانت تعتمد على اللغتين العربية والإسبانية عوض الفرنسية؛ وهو الأمر الذي يشكل عائقا أمام تمدرس مجموعة من التلاميذ الذين تم إلحاقهم بالمؤسسات التعليمية في إقليم الناظور ويهدد مسارهم الدراسي، في حال عدم عودتهم إلى مقاعدهم الدراسية السابقة.
واعتبر الكاتب العام للمكتب النقابي للأطر الإدارية والتربوية لمؤسسة مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة أن هذه المؤسسة تستقبل أبناء المدينة وتربطهم بهويتهم وثقافتهم، كما كانت تتميز بديناميكية ملحوظة داخل المدينة من خلال الأنشطة الثقافية والمستوى التعليمي الجيد الذي يدمج الثقافة والهوية الوطنية باللغتين العربية والإسبانية.
وكان إغلاق مقر الطلبة المغاربة المسلمين بمليلية المحتلة موضوع مراسلات عديدة وأسئلة كتابية وشفوية لفريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين، تتوفر عليها هسبريس، تُطالب بضمان تمدرس التلاميذ المعنيين وحماية حقوق العاملين بالمؤسسة التعليمية الرسمية الوحيدة التي تحمل مشعل الهوية المغربية بالمدينة السليبة، حيث يُرفع بها العلم والنشيد الوطنيان.