
بالمكتبات، تحضر رواية للأكاديمية المغربية مريم أيت أحمد التي كانت من أوائل الكتابات التي واكبت فترة الحجر الصحي، وعالما أرضخَته طوارئ الجائحة.
هذه الرواية التي نشرتها كاتبتها منجمة، في حلقات، نشرت بعد اكتمالها بعنوان “تنين ووهان”.
وتقع أحداث هذا العمل “بين ووهان وقرية يوفنتوس بشنغهاي، حيث تم نقل البطلة في رحلة إلى الصين، لتشهد بعد إعلان حجر ووهان، وإصابتها بالعدوى، أحداثا مشوقة، تعيشها رفقة أبطال الرواية، متنقلِين بروح المغامرة نحو المجهول، بحثا عن الخلاص من رائحة حرق الموتى”.
وحول الاهتمام بهذا المستجد العالمي روائيا، قالت أيت أحمد إن “الروائي لا يمكن أن يعلن صمته أمام مشاهد الواقع. هذا يندرج ضمن قواعد كونية، توازن قدرته على السفر في رحلة مد وجزر فكري من أجل البقاء؛ ومن خلال هذه التوافقات التدافعية، يستلهم المفكر والشاعر والفيلسوف والروائي عناصر وجوده، داخل ملحمة الحياة”.
وتابعت المتحدثة: “تجربتي سجلت أول رواية عربية واكبَت أحداث فيروس كوفيد-19 (…) وهذه الرواية توظيف أدبي لمسكوتٍ عنه، أربك دواخل النفس الإنسانية عالميا، وحاولتُ من خلالها التعبير بصوت عال عن أحاسيس استشعرها الإنسان في كل مكان، وفي الزمان نفسه”.
وواصلت: “حصار موحد، إغلاق موحد للحدود، خوف موحد، صراع حياة وموت عابر للقارات، مشاهد كلها أحداث درامية، دفعتني إلى استلهام مخيلتي، والمضي قدما نحو صفوف الدفاع الأمامي للمساهمة بالتأريخ للحدث، في معركة الشهادة الأدبية على العصر.. سردت أحداثها المشوقة، بوقائع اختلطت فيها مشاعر الفراق واللقاء، الارتباك والأمل، المغامرة من أجل البقاء، وجسدت محطاتها شخصيات الرواية”.
وحول نشر الرواية مجزأة قبل نشرها في صيغتها الكاملة الحالية، ذكرت المتحدثة: “أمام عاصفة الموت المتربصة بالإنسان المحجور، داخل شوارع العالم الفارغة، بمشاعر خوف وترقب عابر للقارات، وضمن أحداث ومتغيرات عالمية، أقفلت فيها المدن، والدول، بكل منشآتها، وحوصرت المطارات، ومنعت المساجد… لَم يكن أمامي، وأنا أواكب مشاهد الملايين من العالقين حول العالم، وحالات نفور وتباعد إنساني بكل المقاييس، جثث موتى تدفن من دون وداع أحبابٍ، إلا اختيار تجزيء روايتي إلى فصول، غير معروفة نهاية محطاتها”.