رسميا، تدخل المحطة البحرية لطنجة ذروتها القصوى ابتداء من اليوم الإثنين، حيث يستعد ميناء طنجة المتوسط لاستقبال قرابة 500 ألف من أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، بعد انقضاء جزء من العطلة الصيفية المتسمرة إلى غاية نهاية الشهر الجاري.
وأمام الضغط المتزايد على خدمات الميناء الرابط بين المغرب وإسبانيا، الذي يؤمن 9 رحلات في اليوم عبر عبارات، تستعد سلطات الميناء لطرح عدة تسهيلات لضمان تدفق سلس للجالية، لاسيما في ما يتعلق بطريقة معالجة التذاكر وإجراءات السفر.
وسيكون ميناء طنجة المتوسط أمام تحدي ضمان تنقل أكثر من 500 ألف مسافر إلى إسبانيا، إذ ارتفع عدد الركاب بنسبة 10% مقارنة بعام 2019، وتتوقّع سلطات الميناء وصول 62،759 و61،468 راكبًا على التوالي خلال الفترة المقبلة.
وكشف مصدر من لجنة قيادة تدبير عملية “مرحبا” أن الوضع الحالي في ما يتعلق بالحركة البحرية “تحت السيطرة”، مسجلا تدفقا كبيرا للمهاجرين صوب إسبانيا خلال الفترة الحالية، عبر ميناء طنجة.
ودعا المصدر ذاته المسافرين إلى الاطلاع على تنبؤات حركة المرور المتوفرة على الموقع الإلكتروني وتطبيق الهاتف المحمول، والتخطيط لعودتهم لتجنب فترات الانتظار الطويلة.
وأبلغت سلطات الميناء الركاب بأنهم قبل الذهاب إلى الميناء يجب عليهم الحصول على تذكرة عودة صادرة عن شركة الشحن الخاصة بهم، تحدد تاريخًا ووقتًا ثابتًا للسفر.
العلمي السوسي، رئيس جمعية أصدقاء الشعب المغربي بإسبانيا، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن “الوضع الحالي داخل المحطة البحرية ‘طنجة ميد’ كارثي بسبب عشوائية الخدمات وضعف التواصل”، مبرزا أن سلطات الميناء لم تستجب لدعوات المواطنين في ما يخص عملية العودة.
واعتبر المسؤول ذاته أنه حاول التواصل مع وزير النقل من أجل إيصال صوت الجالية لكنه لم يتلق أي رد على اتصالاته، مبرزا أن هناك جهازين فقط خاصين بتفتيش الأمتعة والسيارات، وهو ما يجعل الضغط على المحطة البحرية يتزايد أكثر خلال فترة الذروة.
واعتبر المتحدث ذاته أن نحو 50 في المائة من المغاربة القادمين من إسبانيا إلى المغرب يعبرون عبر ميناء الجزيرة الخضراء، مبرزا أن “ثمن التذاكر مرتفع للغاية، إذ يصل إلى 800 أورو في بعض الأحيان على مستوى محطة الخزيرات”؛ كما قال إن جمعيته ستراسل الديوان الملكي من أجل وضعه في الصورة في ما يتعلق بوضع الجالية المغربية التي تريد التنقل إلى بلدان الإقامة، معتبرا أن هذا الوضع “مزر وكارثي”.
وناشد السوسي السلطات المغربية التدخل لدى نظيرتها الإسبانية من أجل تيسير عبور المغاربة القادمين من ميناء طنجة إلى الجزيرة الخضراء، معتبرا أن “بعض المركبات المهترئة تفرض أسعارا غير معقولة”، وأضاف أن “سلطات الميناء فرضت شرط التوفر على تذاكر من أجل الولوج إلى المركبات حتى تتفادى الازدحام الذي يعيق حركة المرور”.