نقاش حول واقع القناة الأمازيغية وتراكماتها شهده رواق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، في لقاء حول كتاب الباحثة خديجة عزيز المعنون بـ”قناة تمازيغت.. النشأة والرهانات”.
وشهد اليوم السبت، أيضا، تقديم منشورات جديدة للمعهد، هي: “صورة الأمازيغ في الكتابات الوطنية والأجنبية”، و”البادية المغربية.. الذاكرة والتحولات”، وترجمة “قصبات الأطلس الكبير”.
وفي تدخله حول كتاب “قناة تمازيغت”، قال الباحث أحمد عصيد إن هذا المؤلَّف “يعكس بأمانة قيمة القناة، وتطورها التاريخي، وصعوباتها، وأداءَها”، ويقدم “معلومات تهم الجمهور الواسع” حول “ما تفردت بالقيام به”.
واعتبر عصيد أن “القناة الثامنة” هي “الوحيدة التي تحترم التنوع الموجود بالمغرب”؛ حيث تلتزم “بأمانة بحضور نسبة اللغة العربية المقررة في دفتر تحملاتها”، في حين تبقى “القنوات التلفزية الأخرى دون محاسبة، رغم عدم احترامها لدفاتر تحملاتها، ورغم مراسلات وشكايات جمعيات مدنية”.
وأضاف أن “سهرة القناة الأمازيغية هي الوحيدة في المشهد السمعي البصري التي لا تحضر فيها فقط الموسيقى الأمازيغية، عكس القنوات الأخرى التي تقدم نوعا واحدا من الغناء”.
وتابع عصيد قائلا: “عندما يكون حدث مهم، مغاربي أو وطني، تكون هذه القناة نازلة في الميدان”، حيث “كانت، خلال انتفاضات 2011، في ليبيا، وكانت القناة في الشارع المغربي، في حراك 20 فبراير، تأخذ ارتساماتنا”.
مثل هذه التراكمات دفعت عصيد إلى القول إن قناة “تمازيغت” نهضت بـ”أدوار إعلامية غير مسبوقة في الإعلام الوطني”.
ويشكل كتاب خديجة عزيز مرجعا للاطلاع على تاريخ “الإعلام الأمازيغي” بالمغرب ووضعه الراهن وتحدياته، فضلا عن تأطير وبسط معالم تجربة قناة “تمازيغت” وبرامجها، ومساءلة مدى نجاحها في “دمقرطة” المشهد الإعلامي بالمملكة.
ويتطرق الكتاب إلى تاريخ الإعلام الأمازيغي بالمغرب وواقعه في سياق تحول الموقف الرسمي من ترسيم الأمازيغية وصيانة اللغة والثقافة الأمازيغيّتين، المعبر عنه في دستور 2011.
كما يتتبع المؤلَّف مسار القناة الأمازيغية منذ إحداثها سنة 2010 وصولا إلى سنة 2020، مرورا بجرد للمواقف حول عملها وخطها التحريري ومنجزاتها مقارنة بدفاتر تحمّلاتها.