يستعد الحقوقي والباحث المغربي أحمد عصيد لطرح سلسلة فيديوهات جديدة بعنوان “خدم عقلك معايا”، تهدف إلى تناول مواضيع متعددة تتفرق بين الظواهر المجتمعية والسياسية والثقافية التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني.
ولا تتجاوز كل حلقة عشر دقائق، وفق عصيد، مؤكدا أنها “تتميز بالتركيز والإيجاز مع الوضوح، وعدم اللف والدوران في طرح الإشكاليات الكبرى، وتحيل على الوقائع والأحداث التاريخية عند الضرورة، كما تقوم بمقارنات دالة بين تجارب البلدان المختلفة، وتعرف ببعض الاكتشافات العلمية، مع قراءة آثارها المستقبلية على الفكر البشري وحياة الإنسان”.
وأورد المتحدث ذاته أن الفيديوهات الجديدة هي “امتداد لحلقات التنوير في أهدافها الكبرى، إذ ترمي إلى تقوية الوعي المواطن وتعميقه، لكنها تختلف عنها من حيث اللغة”، مشيرا إلى أن “الحلقات الجديدة هي باللغتين الدارجة والأمازيغية”.
وسيتوجه عصيد، وفق تصريحه لهسبريس، إلى الجمهور المغاربي بصفة خاصة، متابعا بأن هذه الحلقات “أكثر تفاعلية من سابقاتها الخاصة بالتنوير”، التي كان يسجلها خارج البلاد دفعة واحدة، “ما يحول دون التفاعل مع الأحداث الآنية”.
وأوضح الحقوقي المغربي أن هذه الحلقات يتابع من خلالها الشأن العام والوقائع المستجدة، “وتتميز أيضا بأسلوبها السهل الذي يجعلها في متناول الجميع”، خصوصا بعدما عبر له بعض المواطنين، سواء منهم غير المتعلمين أو الفرانكفونيون، بأنهم يجدون صعوبة كبيرة في متابعة “حلقات التنوير” واستيعاب جميع مضامينها بالعربية الفصحى، على حد قوله.
ولهذا ارتأى المتحدث “التبسيط في التعبير، مع الحفاظ على عمق الفكرة”، مؤكدا في هذا الصدد أن “حلقات التنوير السابقة حققت نجاحا كبيرا في كل بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ومدت له جسور التواصل مع الكثير من نخب المنطقة”.
“تحمل حلقات التنوير الجديدة عنوان ‘خدم عقلك معايا’”، يورد عصيد، مشيرا إلى أنها “تعمل على إشاعة الحس النقدي ودفع الناس إلى التفكير في بعض الظواهر التي تروج حولها كليشيهات وأفكار نمطية”.
من المرتقب أن تتناول الحلقات “ظواهر بعضها يتعلق بمجال القيم وقضايا المساواة والحريات، وبعضها الآخر يدرس علاقة الدولة بالمجتمع وأسباب تعثر التجارب الديمقراطية في المنطقة المغاربية”، يردف عصيد.
كما أشار المصرح لهسبريس إلى أن هذه الحلقات “تتناول أيضا بالنقد والتشريح بعض الأفكار السائدة التي ليست صحيحة أو تعوزها الدقة، ما يجعلها مكرسة لتخلف الوعي والعلاقات الاجتماعية”.