
كان ظهوره في بداية موجة الحرائق التي شهدتها المملكة مؤخرا مُحتشما، قبل أن يسطع نجمه ويحتلّ صدارة المشهد الإعلامي بتوضيحاته وخرجاته التي يفصل فيها بالأرقام والمعطيات الدقيقة الخسائر الناجمة عن الحرائق ومستوى انتشارها.
هو فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، الذي يواكب موجة الحرائق منذ أكثر من شهر، ويقدم آخر المعطيات بشأن الخسائر المسجلة لوسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.
تخرج العسالي من جامعة الأخوين مهندسا متخصصا في تدبير مخاطر الغابات، ثم عمل داخل المندوبية السامية للمياه والغابات كإطار عال ورئيس مصلحة، قبل أن تأتي به التغييرات الأخيرة التي همت المندوبية السامية للمياه والغابات، التي تحولت إلى وكالة وطنية.
خلال موجة الحرائق التي انتشرت في مركز مولاي عبد السلام، كان المسؤول ذاته يظهر بزيه الرسمي، يحمل في يده جهازا لاسلكيا ينسق من خلاله مع مختلف الفرق المنتشرة في الجبال لمواجهة النيران المشتعلة؛ وقد كان يحصل على المعلومات من المكان، وينقلها بالتفصيل الدقيق لوسائل الإعلام، محققا بذلك مبدأ الشفافية في علاقة مؤسسة رسمية وطنية مع الرأي العام.
ويعكس تحرك العسالي وحيويته رجاحة الرهان على الأطر المنفتحة التي تجيد تدبير العلاقة مع وسائل الإعلام لتقلد المناصب العليا، لبث دينامية جديدة في تدبير الشأن العام.
كل ما سلف ذكره يؤهل فؤاد العسالي ليكون ضيفاً على ركن “طالع” على هسبريس، على أمل أن يحذو المسؤولون الآخرون حذوه في التعاطي مع الصحافيين.