نظمت المديرية الجهوية للثقافة مراكش آسفي- قطاع الثقافة، الأحد في “قصر الباهية”، بتعاون مع “أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية”، يوما دراسيا وشعريا بمناسبة الذكرى 43 لاسترجاع إقليم وادي الذهب ومظاهرة المشور بمراكش، وانتفاضة وجدة، وكذا انتفاضة تافوغالت ببركان.
وخلال هذا الحفل، الذي نظم تحت شعار “انتفاضات من أجل الوطن والعرش”، قال رشيد شحمي، المتخصص في التاريخ الاجتماعي والديني والوطني: “جسدت مظاهرة المشور السعيد أروع صور النضال والتضحية والتحدي لمؤامرة السلطات الاستعمارية والخونة، المتمثلة في إبعاد ونفي رمز السيادة الوطنية والوحدة السلطان محمد الخامس والعائلة الملكية إلى المنفى، وتنصيب صنيعة الاستعمار ابن عرفة”.
وفي ورقة حول مشاركة قبائل الحوز في مظاهرة المشور السعيد سنة 15 غشت 1953، أوضح شحمي، الذي يشغل أيضا رئيس “أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية”، أن “هذا الحدث شهد مشاركة فعالة لقبائل الأطلس، خاصة قبيلتي مسفيوة وتكانة، حيث قامت سلطات الاستعمار بتدبير مخطط تفكيك العرى الوثقى بين الملك وشعبه من خلال محاولة عزل السلطان الشرعي وتنصيب آخر عميل لها”.
أما عياد السبيعي، الباحث في التاريخ والثقافة، فركز في مداخلته على شواهد مهمة من تاريخ المغرب الغني بدلالاته القوية والرمزية، حيث أدرجت مسار المغرب التاريخي من خلال وجوده الثقافي والاقتصادي والتاريخي، مشيرا إلى أن المغرب خرج من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، الذي خاضه المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح المغفور له الحسن الثاني، الذي واصل بناء الوحدة الترابية وكسب مبايعة قبائل وادي الذهب والعلماء والشيوخ والأعيان.
وعن الغاية من هذا اليوم الدراسي، قال سمير الوناسي، رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بمديرية وزارة الثقافة بجهة مراكش آسفي: “سعينا من خلال هذا اللقاء العلمي، التاريخي، الشعري، الموسوم بـ”انتفاضات لأجل الوطن والعرش”، إلى تخليد أربع محطات تاريخية يوحدها “أفق تاريخ مشترك”، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، هي: استرجاع إقليم وادي الذهب، وقبلها انتفاضة المشور بمراكش، وانتفاضة وجدة، وانتفاضة تيفوغالن ببركان، كانتفاضات مفصلية في صناعة استقلال المغرب وجب على الجيل الحالي التشبع بما تحقق بغية تنضيد عقده التاريخي”.
وتميز الاحتفال بهذه الذكرى، بالإضافة إلى المحاضرات العلمية، بقراءات شعرية ذات نفحة وطنية للشاعر عمهم رشيد.