“امرأة بحجم الحلم” عنوانٌ بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط يتذكر الكاتبة الفقيدة عزيزة يحضيه عمر، التي كانت ترأس “رابطة كاتبات المغرب”.
90 مساهما شاركوا في هذا الكتاب الجماعي لرابطة كاتبات المغرب، الذي نشره قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وأهدي إلى “روح عزيزة يحضيه عمر… امرأة بحجم الحلم”.
حسن بيريش، منسق المؤلّف، كتب: “عبر وفائنا نتمكن من القبض على حلمنا. ولا حلم يتحقق دون وفاء يحرسه ويقيه من العثرات. هذا ما تعلمنا إياه سيرة هذه الأيقونة، التي وهبت عمرها لجعل أحلام الكاتبات المغربيات قد وفائها، وقيد التحقق في مغربنا العزيز”، وأضاف: “حتى في تجربتها الشعرية، حين نقرأ تجلياتها بقلب خال من أي أفكار جاهزة ومعممة، نلاحظ تجاور ثنائية الوفاء والحلم”.
هذا العمل، وفق منسقه، “كتاب جامع، احتفائي، بصيغة الجمع لا المفرد، لكي يبقى حارسا على صون ذاكرة مبدعة فكرة ‘رابطة كاتبات المغرب’”.
وأكد المنسق ذاته أن “كتاب الوفاء هذا” انفتح على جميع الأسماء “بصرف النظر عن الاختلاف في الموقف السياسي، أو القناعة الفكرية، أو الحساسية الأدبية”؛ لأن “سيدة هذا الكتاب، عزيزة يحضيه عمر، كانت تمثل الإجماع، لا التفرقة”.
بديعة الراضي، رئيسة رابطة كاتبات المغرب، تحدثت عن نضال مبدعة فكرة رابطة الكاتبات من أجل “تأسيسها، وامتدادها على كافة التراب الوطني”، وتابعت: “كانت عزيزة صحافية متميزة رغم عدم استقرارها المهني، تتحدث دائما عن الوطن والوطنية، وبلكنتها الصحراوية تنتقد باستمرار من تسميهم خونة التراب، وتسجل ذلك في أشعارها، بسخرية كبيرة ممن يعتقدون أننا راحلون من أرضنا”.
وتذكّرت الكاتبة “جمال ومرح” الفقيدة، وتأبطها “ديوانها الأول، في كافة الممرات الثقافية، وأهمها ممرات المعرض الدولي للكتاب والنشر، تبتسم في وجه الجميع، توزع الكلمة الشعرية والحب بين الكتاب والكاتبات والزميلات والزملاء الصحافيات والصحافيين”.
وتوجهت بديعة الراضي إلى رفيقة دربها، قائلة بصيغة المخاطبة: “أيتها الفقيدة البهية، يا أجمل النساء وأصدق النساء، أيتها المعطاءة الراسخة في القلوب والعقول بابتسامتك المبدّدة للزمن الرديء الذي حاربناه معا منذ لحظات التأسيس العصيبة، يا حلما غادرنا في أوج النضج للفكرة والمشروع لرابطة أردناها إنصافا، اعترافا، نفضا للغبار على وجه وطن الإبداع والقضية”.
واستمر البوح، إلى أن كتبت الراضي: “انهضي أيتها الصادقة الوفية للوطن والقضية، كي نستكمل الدرب، فبدونك كل الشموع باهتة، لا تضيء القلب الذي أحبك، ولا العقل الذي آمن بك. انهضي عزيزتي لتمسحي دموعي التي لا تريد أن تجف…”.