بين الأمس واليوم، تغيرت طقوس التلاميذ في التعرف على نتائج شهادة “البكالوريا” بالمغرب، بفعل التحولات التكنولوجية التي أدت إلى استعمال التطبيقات الإلكترونية للحصول عليها دون تكبد عناء الذهاب إلى المدرسة.
ومن الجرائد الورقية إلى سبورات النتائج بالثانوية إلى تطبيق “مسار” إلى خدمة “SMS”، لم تعد طقوس الاطلاع على نتائج الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا تشبه بعضها البعض على امتداد العقود الماضية.
ويتذكر الحاصلون على هذه “الشهادة الثمينة”، التي ترافقها هالة مجتمعية في أوساط الأسر المغربية، توصلهم بالنتائج عبر الجرائد الوطنية خلال ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي. وحين يجد التلميذ اسمه مكتوباً على إحدى الصفحات، يحتفظ بالجريدة كحُجة على اجتيازه الامتحان بنجاح.
لكن مع تعاقب الأجيال، تغيرت ذكريات شهادة “الباكالوريا” التي أصبحت نتائجها تكتب بالطباشير الأبيض على سبورات سوداء، يتم تعليقها بأبواب الثانويات التأهيلية التي تتوافد عليها الأسر منذ الساعات المبكرة من يوم الإعلان عن النتائج.
ولطالما واجه التلاميذ، ومعهم الأسر، مشاكل كبيرة في قراءة أرقام الناجحين في الامتحانات بسبب الاكتظاظ الشديد الذي يرافق العملية، حيث تختلط نتائج الشعب الأدبية بالعلمية في تلك السبورات الصغيرة، وتتداخل أرقام الناجحين، لتتعالى صيحات الفرح والحزن في أرجاء الثانوية.
بعدها بسنوات، صار بإمكان التلميذ الاطلاع على نقطته من خلال تطبيق إلكتروني يسمى “مسار” منذ الساعات الأولى من يوم الإعلان عن النتائج، وذلك انطلاقاً من منزله فقط، دون تكبد عناء التنقل إلى المدرسة.
كما أصبح بإمكان المترشحين لشهادة “الباكالوريا” لهذه السنة التعرف على نقطة الامتحان الوطني من خلال خدمة “sms”، حيث يتوصل التلميذ برسالة نصية تتضمن المعدل العام الذي حصل عليه.
كل تلك التحولات اعتبرها عبد الوهاب السحيمي، إطار تربوي، إيجابية لأنها ترصد التطور التكنولوجي الهادف إلى رقمنة المدرسة المغربية، مبرزا أن “المدرسة تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة تبعاً لتغير المناهج التربوية”.
وأوضح السحيمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “رقمنة المدرسة ينبغي ألا تقتصر على الإعلان عن النتائج فقط، بل يجب أن تمتد لكل المناحي التربوية، بغرض تجاوز الآليات التعليمية التقليدية”.
وأردف بأن “الأمهات والآباء كانوا يجدون صعوبات كبيرة في معرفة نتيجة التلميذ، سواء تعلق الأمر بالجريدة أو السبورة، وما رافق ذلك من إشكالات تقنية على مستوى المؤسسات التعليمية”.
وشدد السحيمي على أن “المدرسة الرقمية باتت قاطرة أساسية للتنمية في كل دول العالم، وهو ما لاحظناه في دول صاعدة بالمنطقة، مثل تركيا وماليزيا، ما يتطلب منا الانخراط أيضا في تلك الدينامية التعليمية الدولية لتطوير الأداء التربوي”.