الحفاظ على البيئة وتطوير مواد عضوية طبيعية بديلة للمواد المضرة المستعملة في اليومي لعامة الناس، هو واحد من أهم اهتمامات نور الدين عبيدي، البروفيسور المغربي المتخصص في كيمياء المواد العضوية، ابن الجامعة المغربية الذي شق طريقه في ولاية تكساس الأمريكية.
نور الدين عبيدي من مواليد مدينة دبدو التابعة لإقليم تاوريرت في شرق المملكة المغربية، حاصل على شهادة الإجازة في الكيمياء من كلية العلوم التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، قبل أن ينتقل إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه في التخصص ذاته، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليشتغل هناك على أبحاث ما بعد الدكتوراه ثم أستاذا بجامعة تكساس في تخصص كيمياء المواد العضوية، التي يعمل بها أيضا في إدارة معهد للأبحاث حول البوليمر الحيوي الليفي.
وفي حديث مطول مع هسبريس، قال عبيدي إن المعهد سالف الذكر هو الوحيد على مستوى العالم في هذا التخصص، ويشتغل على تعويض المواد الضارة بالبيئة في الاستعمالات اليومية كالبلاستيك بمواد أخرى طبيعية وصديقة للبيئة كألياف الحلفاء أو الحطب أو القطن، وهو المعهد الذي يكوّن عددا مهما من الطلبة الباحثين في هذا التخصص سنويا.
وحصل البروفيسور عبيدي، على مدى سنوات، على جوائز عدة في مجال تخصّصه، من بينها جائزة أفضل أستاذ باحث في ولاية تكساس (21 مليون نسمة) لسنة 2012، إلى جانب عدة أبحاث منشورة في مجلات علمية محكمة عالمية، ولديه 7 براءات اختراع، كما يشتغل على إحداث ودعم الشركات الناشئة العاملة في التخصص ذاته، من بينها شركة تنتج نوعا من البلاستيك قابلا للتحلل بعد حوالي شهرين إلى 3 أشهر من استعماله.
ويطمح عبيدي إلى تقديم خبراته للمغرب في تخصص كيمياء المواد العضوية والمساهمة في تسريع التحول نحو استعمال مواد صديقة للبيئة، مبرزا أنه لا يفوت المناسبات التي قد تكون صلة ربط مع بلده الأم، منها مشاركته في المؤتمر الدولي لعلوم المواد والبيئة المُقام بالسعيدية من 9 إلى 12 يونيو الجاري.
وتساهم هذه المناسبات التي غالباً ما تكون علمية، وفق عبيدي، في تكوين شبكة علمية وتقاسم الخبرات بين الأساتذة الباحثين في المغرب ومغاربة الخارج المشتغلين في مختلف جامعات العالم، قائلا في هذا السياق: “حنا مغاربة والمغربي واخا تيمشي 23 عام أو30 عام ضروري يرجع إلى الأصل ديالو”.
ويرى عبيدي أن المغرب يتوفر على قدر وافر من المواد العضوية التي يمكن الاشتغال عليها لإنتاج الطاقة البديلة أو المواد الصديقة للبيئة، من بنيها مخلفات الأشجار والعشب وبقايا سمك القمرون الذي يتوفر المغرب على مصادر متعددة للحصول عليه، مبدياً استعداده لاستغلال خبراته وإمكانياته التي اكتسبها في الولايات المتحدة في بلده المغرب.
وبالنسبة للبروفيسور نور الدين عبيدي، فإن البحث العلمي في المغرب يسير نحو التقدم، لكنه في المقابل يجد أمامه عقبة قلة الإمكانيات على الرغم من أنه أمر يمكن تجاوزه، مجددا التذكير بأهمية خلق شبكة علمية بين الأساتذة والطلبة الباحثين في المغرب ومغاربة الخارج لتجاوز هذه العقبات.
واختار عبيدي في رسالة له إلى الطلبة الباحثين المغاربة عبر منبر هسبريس، التأكيد على التأثير السلبي للتحجج بقلة الإمكانيات لتحقيق إنجازات علمية وتطوير الذات، مبرزا أن المغرب يوفر فرصا عديدة يجب استغلالها، “ما يجب على الطلبة فعله هو الانكباب على التعلم والتطور، وسأكون أنا والعديد من الأساتذة والطلبة الباحثين في الخارج رهن إشارة الطلبة في الجامعات المغربية لتقديم يد العون، خاصة في ما يتعلق بتوفير المراجع والمصادر والمنشورات العلمية”.