لا تزال أطوار قضية المليونير الفرنسي جاك بوتيه المتعلقة بالتحرش والاغتصاب والاستغلال، مستمرة. هسبريس استقت شهادات من مشتكيات؛ إحداهن رفعت دعواها بفرنسا، روين تفاصيل تعرضهن لـ”تحرش واستغلال من قبل بوتيه وأتباعه”، مؤكدات أنه كان يستغل الشركة للإيقاع بضحاياه المفترضات.
هسبريس التقت مشتكيتين؛ إحداهما رفعت دعواها بفرنسا وأخرى بالمغرب، أكدتا أن بوتيه كان له أتباع، من بينهن نساء “يخترن العاملات على أساس معايير جسدية، ويطرحن عليهن بين الفينة والأخرى خلال مرحلة التكوين أسئلة جنسية”.
بحسب شهادات المشتكيات، فإن بداية إعدادهن لتقبل تحرش جاك بوتيه والمحيطين به تبدأ خلال مرحلة التكوين، قبل إدماجهن في العمل.
نعيمة، إحدى العاملات السابقات بشركة بوتيه بطنجة اختارت أن ترفع شكواها في فرنسا عقب إلقاء القبض على بوتيه هناك، قالت خلال لقائها بهسبريس: “كنت دائما أرغب في رفع دعوى قضائية ضده، لكنني كنت خائفة، لكن حينما ألقي القبض عليه بفرنسا تشجعت لتقديم شكايتي هناك”.
نعيمة أقرت بأنه جراء ما عانته من تحرش ظهرت عليها علامات القلق، وبدأت تعاني من ارتعاش غير طبيعي على مستوى اليدين والرجلين، وهو ما تطلب منها علاجا دام أشهرا.
وقالت: “خلال مرحلة التكوين، كانوا يخبروننا بأننا الشركة الوحيدة حيث الرئيس المؤسس متواضع جدا يلتقي العاملين لديه كل واحد على حدة، لكن الحقيقة أنه يأتي للشركة ويبدأ البحث عن البنات”.
وأكدت نعيمة أنها تعرضت للتحرش من قبل جاك بوتيه ثلاث مرات؛ “أول مرة كانت خلال اشتغالي بطنجة حيث كان يحضر لزيارة الشركة كل ثلاثة أشهر، وحين قدومه كنت أشتغل على حاسوبي فإذا بي أرى أن زميلتي سارعت إلى الاختباء بالمرحاض ولم أفهم الأمر بداية. رأيت أنه يلقي السلام على الجميع، اقترب مني وقال: أنت عنصر جديد هنا، لا أعرفك بعد، أجبته بأنني بدأت الاشتغال منذ خمسة أشهر، فرد: يا لها من ابتسامة جميلة، وقال موجها الكلام لمرافقيه: انظروا كم هي جميلة هذه الفتاة الصغيرة، انظروا لهذه الابتسامة الجميلة”.
وأضافت: “حينها أحسست بالضيق وحاولت إنهاء المحادثة وعدت للعمل، عقبها بدأت أتساءل عن سبب قيامه بتلك التصرفات فعلمت أنه متحرش يستغل الفتيات مقابل المال”.
ثاني مرة حاول بوتيه التحرش فيها بنعيمة كانت بعد سنة من الواقعة الأولى؛ “حصلت على جائزة عبارة عن سفر لثلاثة أيام عقب الفوز في إحدى المسابقات، حينها كنت أجده دائما خلفي، وفي أحد الأيام سألني كيف أجد السفر، فأجبته بأنه تجربة جيدة نلتقي فيها بالمشتغلين على الصعيد العالمي ونغير الجو، فقال: يمكنني أن أضمن لك هذا النوع من السفر طيلة حياتك وهذه الحياة الرفاهية، فأجبته: لا شكرا، هذا لا يهمني بل ما يهمني هو مسار العمل الذي مكنني من التميز حتى الوصول إلى هذا المكان. حينها فهمت ما يريده”.
أما المرة الثالثة، تقول نعيمة إنها كانت من خلال الهاتف، “حينما أرسل لي فيديوهات إباحية عبر واتساب، حينها صدمت، لم أكن أتصور أن وقاحته يمكن أن تصل إلى هذا الحد، فبعثت له رسالة شديدة بشكل عملي لإخباره بأنني أرفض تعامله هذا، وأنه إذا ما كان يتوفر على رقم هاتفي فهذا من أجل أغراض عملية”.
وتابعت: “منذ ذلك الوقت وأنا أعيش في قلق ورعب وخوف؛ لأنه في تلك الشركة كان أسهل شيء هو الطرد التعسفي الذي كان يحدث بشكل يومي لأسباب غير مفهومة، وخاصة لأولئك الذين يرفضون رغبات بوتيه”.
وواصلت: “كنت أعتقد أنه سيطردني مباشرة عقب الرسالة التي بعثت بها له، لكن عقب مرور أسبوع من الواقعة، استدعاني أحد الرؤساء بالشركة، وهو فرنسي، لغداء عمل، وحين حضوري لم يتحدث عن أي شيء مهم، وحين الانتهاء سألني إذا ما كان بوتيه قد حاول استلطافي، فأجبته بأنه لم يحاول استلطافي بل تحرش بي وهناك فرق بينهما، ورويت له ما حدث. طلب مني أن أريه المحادثة، فأخبرته بأنني لم أعد أملكها، فحاول معرفة ما أنوي القيام به، حينها فهمت أنه كان يعرف ما تعرضت له وأن غرضه كان هو معرفة ما إذا كنت أملك أي دليل على ما حدث”.
جدير بالذكر أن المستثمر الفرنسي جاك بوتيه، مالك مجموعة “فيلافي” التي كانت تسمى سابقا “Assu 2000″، قد اعتقلته الشرطة الفرنسية بعد الشكايات التي اتهمته باغتصاب واحتجاز واختطاف قاصرات أجنبيات، ضمنهن مغربيات.