تواصل أزمة التنقل في مدينة الدار البيضاء فرض نفسها على البيضاويين وزوارها، خصوصا في ظل الأشغال الجارية في مختلف الشوارع.
وبالرغم من أن المجلس الجماعي للدار البيضاء يرى أن هذا الازدحام سيتم التخلص منه عقب انتهاء الأشغال، فإن هيئات المجتمع المدني تؤكد استمرار الوضع في ظل ارتفاع عدد سكان المدينة، إلى جانب تزايد استعمال السيارات الفردية من طرف المواطنين دون الاعتماد على التنقل الجماعي.
وقدمت فعاليات مدنية مجموعة من التوصيات إلى مجلس مدينة الدار البيضاء، بغرض تحسين جودة التنقل وتجاوز الاكتظاظ والازدحام الذي تعرفه الطرقات.
وفي هذا الصدد، لفت عبد الرحيم لكسيري، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، إلى أن العاصمة الاقتصادية للمملكة تتطلب، اليوم في ظل الكثافة السكانية وأزمة التنقل وصعوبتها وكثرة السيارات الفردية، الانتقال نحو تنقل مستدام؛ عبر اعتماد النقل الجماعي، من خلال والحافلات وكذا الدراجات الهوائية.
وأوضح الفاعل المدني ذاته، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الدار البيضاء ملزمة اليوم بالعمل على تخصيص أنفاق للترامواي على غرار الأنفاق المخصصة للسيارات والنقل الفردي.
وسجل المتحدث نفسه أن فعاليات المجتمع المدني بالدار البيضاء ترى بأن العاصمة الاقتصادية التي تتوفر على 700 حافلة تتطلب، اليوم لتفادي هذا الازدحام في السيارات، رفع عددها مع العمل على تشبيك جميع الخطوط؛ حتى يستفيد منها المواطنون بشكل أكبر عما هو عليه اليوم.
وفيما يتعلق بسيارات الأجرة، شدد لكسيري على أن الهيئات المدنية، التي رفعت توصياتها إلى المجلس الجماعي، ترى ضرورة تحويل المأذونيات إلى شركة لجعلها تشتغل بجودة عالية، مع تقديم دعم لأصحابها لتخفيف الضغط على السائقين.
ولم تفوت هيئات المجتمع المدني، في توصياتها، التأكيد على أهمية استعمال الدراجات الهوائية في التنقل وسط المدينة، على غرار دول أوروبية.
وطالب الفاعلون المدنيون المجلس الجماعي للدار البيضاء باقتناء 20 ألف دراجة هوائية و”تروتينيت” كمرحلة أولى، مع اعتماد مخطط حضري يولي أهمية لهذا النوع من وسائل التنقل.