هاشم البسطاوي فنان مغربي قرر في لحظة من اللحظات أن يعتزل الفن والفنانين، لكنه لم يعتزلهم بشكل نهائي، حيث أصبح واعظا، يقدم النصيحة، وينهى عن الاستمرار في الفن، ويدعوهم أن يتوبوا إلى الله وأن يتركو عالم الفن لأنه يخالف “الشريعة الإسلامية”.
ومن اللحظة التي اعتزل فيها الفن، لم يتوقف البسطاوي عن مهاجمة الفنانين وتوجيه سهام نقدهم لهم، حيث أصبح “فقيها وواعظا” لهم يلاحقهم ويذكرهم بالدين والآخرة والحساب والعقاب، كأنهم يرتكبون جرما وخظيئة عظمة وجب أن يتوقفوا عنها.
ونجل الفنان المغربي الراحل محمد البسطاوي، في كل خرجة إعلامية له لا يفوت الفرصة في تسديد ضربات قوية لأصدقائه وصديقاته في الميدان، فهم بالنسبة له على ضلال ويجب أن يعودوا إلى الطريق المستقيم، فما يقومون به مخالف لتعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية، وتلك الأفعال والأدوار التي يلعبونها “حرام”.
ويرى متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن البسطاوي يخوض في نقاش يجب أن يترفع عليه وأن يتجنبه بصفة نهائية، فإذا هو قرر الإعتزال فذلك شأنه ويجب أن يترك الفنانين يشتغلون ويعملون في ميدانهم فمهنتهم هي الفن وليس ارتداء جلابيب “الوعاظ”.
كما توجه للابسطاوي سهام نقد قوية بخصوص خرجاته عبر صفحته بالفيسبوك أو لقاءات إعلامية، معتبرين أن كل تلك التصريحات الغرض منها هو خلق زوبعة و”بوز” لا غير، وأن غرض البسطاوي ليس أن يتوب أصدقاؤه الفنانين، بل أن يظل حاضرا في المشهد وأن لا تطاله يد النسيان.
ويعتبر متابعون للحقل الفني بالمغرب أن هاشم البسطاوي يجب أن يتوقف عن تصريحاته، فالفن رسالة ومهنة لها مكانتها في جميع المجتمعات ومن خلالها يستطيع الفنان أن يعبر عن كل ما يختلج نفسه سواء في التمثيل بمختلف أشكاله تلفزيا وسينيمائيا ومسرحيا، أو الطرب والغناء بكل ألوانه، أو الفن التشكيلي، فكل تلك الأشكال الفنية لا يكمن أن تنتج في ظل رقابة رجل الدين وملاحقته.
ومن جهة أخرى يحضى البسطاوي بإشادة من طرف من يتفقون معه ويفكرون بنفس منهجيتة تفكيره، إذ يشجعونه على المضي قدما في محاربة “الفسق والفجور” والأعمال المحرمة المخالفة للشريعة الإسلامية والفطرة السليمة، حسب تعبيرهم.
ظهرت المقالة يحثهم على التوبة والاستقامة .. هاشم البسطاوي من التمثيل إلى واعظ الفنانين أولاً على المغرب 24.