محتفظين بشكاوى تتراوح بين تعدد الوسطاء (الشناقة) وغلاء مواد تعليف الأضاحي هذه السنة، اكتفى مهنيو قطاع المواشي بتدبير فترة العيد وفق الممكن؛ فعلى الرغم من الرواج القائم فإن موجة الأسعار أثرت كثيرا على مداخيل المناسبة.
وربط المهنيون ارتفاع أسعار المواشي خلال هذه السنة بموجة الغلاء التي طالت العديد من المواد؛ بداية بالمحروقات، ثم بلوغ الفول 8 دراهم للكيلوغرام، بينما بلغ سعر الخرطال 6 دراهم ونصف الدرهم، والشعير 4 دراهم ونصف الدرهم.
واعتبر المهنيون أن أسعار المواشي لم تكن بالغلاء الفاحش مقارنة بالسنوات الماضية، مؤكدين أن هوامش الربح تقلصت كثيرا للكسابين؛ لكن على الرغم من هذه الوضعية فإن العيد مر في ظروف مواتية متحديا عوامل كثيرة، أبرزها الجفاف والحرارة والغلاء.
محمد مجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، اعتبر أن الأمور مرت بسلام؛ فالجميع نال أضحية العيد.
وأشار مجدوبي، في تصريح لجريدة هسبريس، إلى أن نقاش الأسعار يجب ربطه بالسياق العام؛ فمختلف المواد المتدخلة زاد سعرها.
وأضاف المتحدثة ذاته أن الهامش الربحي للكساب هو من تضرر بشكل كبير، حيث فضل العديدون البيع على مقاومة الظروف الصعبة من جفاف وحرارة مرتفعة.
وأكد المسؤول المهني أن المواشي كانت متوفرة في مختلف الأسواق باستثناء حالات معزولة في مناطق الشمال وفاس والدار البيضاء، والسبب وفقه سلوكات سرقة لمواطنين جعلت الكسابين لا يصلون تلك الأسواق.
وأشاد مجدوبي بجودة لحوم هذه السنة، مؤكدا تواصله مع مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وعدم تسجيل أي حالة خروقات، وزاد: أن يمر العيد بهذا الشكل الناجح في سنة شهدت جفافا أمر مفرح جدا.
وعن مشاكل الوسطاء، قال رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز إنه لا يرفض وسيطا واحد، الممنوع هو تعدد الوسطاء ومرور المواشي عبر ست أو سبع قنوات قبل الوصول إلى الزبون. أما عن وسيط واحد فالأمر عادي.
وفي هذا الصدد، اعتبر مجدوبي أن الوسيط يساعد صغار الفلاحين ممن يملكون عددا قليلا من الرؤوس ويعفيهم من التنقل للأسواق.
وشدد المتحدث على أن الرواج موجود والثمن لم يكن مرتفعا بالحدة التي كانت تثير المخاوف، مشيدا بالحركية الاقتصادية التي يحييها العيد ليس فقط في قطاع المواشي بل الأواني والفحم وغيرها كذلك.
من جهته، سجل عبد الواحد فاضل، رئيس جمعية المغرب الأخضر لتجار وكسابي المواشي، أن هذه السنة شهدت غلاء في أسعار الأضاحي مقارنة بالسنة الماضية، والسبب هو ارتفاع أثمان مواد الأعلاف والماشية كذلك.
وأضاف فاضل، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المواشي التحقت بدورها بموجة الغلاء التي طبعت العديد من المواد في السوق المغربية؛ لكن على العموم حصل رواج في السوق واستفاد البعض.
وانتقد الفاعل المهني تحقيق الوسطاء (الشناقة) أرباحا كبيرة مقارنة بالكسابين ملاك المواشي، مشيرا إلى رفعهم الأسعار أحيانا 1000 درهم عن سعر الشراء من لدن الفلاح البسيط في السوق.
وقال فاضل إن العيد أشبه بموسم بالنسبة للكسابة، خصوصا أن أغلبهم يعيش إفلاسا على طول الموسم باستثناء من يتواصلون مع الجزارين والمحلات، وزاد: الكل يريد الربح واستدراك خسائر السنوات الماضية.