استنفرت وزارة الداخلية الولاة والعمال بالإدارة الترابية لمواجهة أزمة الماء التي يمكن أن تعرفها العديد من المناطق، في ظل تراجع حقينة السدود والجفاف الذي شهدته المملكة الناجم عن قلة التساقطات المطرية، إلى جانب تراجع الفرشة المائية.
ودعت الوزارة في دورية لها الولاة والعمال، في ظل “الوضعية الصعبة”، إلى التقيد بالتدابير التي سبق الإعلان عنها في مذكرة سابقة، وعقد اجتماعات مستعجلة بهدف تنفيذ الإجراءات اللازمة للإدارة الرشيدة للموارد المائية وضمان إمداد السكان بمياه الشرب.
ونصت دورية وزارة الداخلية على ضرورة تطبيق القيود على تدفقات المياه الموزعة، مع العمل على منع استعمال المياه التقليدية، مياه الشرب السطحية أو المياه الجوفية، في عملية سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف.
كما شددت على ضرورة حظر السحب غير القانوني للمياه من الآبار والمجاري المائية، إلى جانب حظر غسل الشوارع والأماكن العامة بمياه الشرب، ومنع استعمال هذه المياه لغسل الشاحنات والآليات.
في هذا الصدد، اعتبرت فاطمة ياسين، باحثة في المجال البيئي، أن هذه الدورية جاءت في وقتها، وذلك بالنظر إلى الأزمة الصعبة التي يعيشها المغرب بسبب ندرة وشح المياه جراء قلة التساقطات وتوالي سنوات الجفاف، وكذا بسبب التغيرات المناخية، بالإضافة إلى العامل الإنساني المتمثل في سوء تدبير وترشيد المياه.
ولفتت عضو المنتدى العربي للبيئة والتنمية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى ضرورة تكثيف الجهود، وحث المواطنين وتحسيسهم وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على الماء، وحث جميع الفاعلين في المجال من أجل ترشيد وعقلنة استعمال المياه.
وأشارت الباحثة في السياسات البيئية إلى أهمية عدم استعمال المياه الصالحة الشرب في المسابح، كما نصت على ذلك دورية الوزارة، بالنظر إلى كون تجديد الماء بشكل يومي يؤدي إلى هدر هذه المادة الحيوية بشكل كبير، مؤكدة على ضرورة اللجوء إلى استعمال المياه العادمة لسقي ملاعب الغولف والمساحات الخضراء، مع مراقبة وصيانة المسابح، وكذا استعمال الأدوية لتفادي تجديد مياهها بشكل مستمر.
ودعت فاطمة ياسين، عضو شبكة الإعلاميين الإيكولوجيين، ضمن تصريحها، إلى وجوب تكثيف الجهود من طرف جميع المؤسسات الرسمية والفعاليات المدنية، والعمل على “إطلاق حملات تحسيسية وتوعوية تكون مستمرة، وليس مناسباتية، لتحدي الرهان وتجاوز هذه الأزمة الخانقة”.