“أزمة قراءة” تهدد “الكيان الحضاري للمغرب” دفعت شبكة القراءة بالمغرب إلى توجيه رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تشدد على “ضرورة إنشاء وتأهيل المكتبات المدرسية”.
وفي نص رسالتها، ذكرت شبكة القراءة بالمغرب أنه رغم أن هذه “أزمة بنيوية وتاريخية عميقة” إلا أن السياسات المتبعة “لم تجعل قضية القراءة أولوية في استراتيجيتها أو مكونا من مكونات التنمية البشرية المستدامة، الشيء الذي أدى إلى شبه انعدام القراءة لدى عامة المواطنين”.
وتابعت الشبكة: “رغم الحضور المتميز لشباب المغرب في الملتقيات الدولية الخاصة بمجال القراءة والمعرفة في مختلف الميادين، ولا سيما مشاركتهم البطولية في تحدي القراءة العربي ومختلف الأولمبيادات العلمية، فإن البنيات التأهيلية لهذا الحضور، تكاد تكون غائبة إذا استثنينا الجانب التنظيمي والتعبوي الذي تتولاه الإدارات التربوية في برنامج تحدي القراءة”.
في هذا السياق، قالت نجية المختاري، رئيسة شبكة القراءة بالمغرب، إن “المكتبة عنصر أساسٌ في تشجيع القراءة والتخطيط لها وجعلها مبرمجة في الدراسة والتقويم”.
وتأسفت رئيسة الشبكة، في تصريح لهسبريس”، لعدم الاستجابة لنداء سابق جمع مئات الفاعلين حول المطلب ذاته، وجه إلى رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران.
وتابعت قائلة: “لا يُتطرق للمكتبات المدرسية في برامج وزارية، وفي تأهيل المؤسسات يُهتَم بكل شيء إلا المكتبات، من طلاء للواجهات والجدران وصرف صحي وغير ذلك”.
وأكدت مختاري أن مشروع تعميم المكتبات المدرسية “لا شك سيخلق تحولا في القراءة، والتشجيع عليها، لذا نجدد هذا النداء لاقتناعنا بأن هذا المطلب عادل وضروري، وهو سبيل لفتح آفاق للقراءة ومؤشر أساسي على وجودها”.
وقد سجلت شبكة القراءة بالمغرب أن “الدخول إلى عالم الحداثة والتقدم يرتكز على انتشار المعرفة”، مما يستدعي “بناء وترسيخ أسس كفيلة بانتشار ثقافة القراءة والتمكين من الولوج إليها”.
وتحدثت شبكة القراءة عن افتقاد “جل المؤسسات التعليمية في بلدنا إلى المكتبات المدرسية”، وقالت: “حتى في حالة وجودها فهي مكتبات معطلة، مغلقة في وجوه التلاميذ؛ بحيث تحولت عن أدوارها في تشجيع القراءة إلى مخازن للأرشيف من كتب مدرسية لم تعد مستعملة، أو تحولت إلى قاعات للاجتماعات أو مربد للمتلاشيات من العتاد المدرسي، كما أن الأطر بها، إن وجدت، غير مؤهلة، ألحقت بها بسبب المرض وفقدانها القدرة على قيامها بمهامها التربوية السابقة، فأصبحت فاقدة الاستعداد للعمل أو الرغبة فيه”.
وطالبت الشبكة الوزير شكيب بنموسى بالعمل من موقعه كوصي على قطاع التعليم من أجل “وضع سياسة متكاملة وطموحة للنهوض بالقراءة وجعلها أولوية في عمليات التنمية البشرية والمجتمعية”، كما نادت بـ”فتح المكتبات بكل المؤسسات التعليمية وتزويدها بكتب تلبي حاجيات القراءة عند جميع المستويات التعليمية”.
ودعت شبكة القراءة بالمغرب إلى “إعادة تأهيل المكتبات المدرسية الموجودة من حيث البنيات التحتية والكتب والموارد البشرية”، مع “توظيف أطر مؤهلة بالتكوين والتكوين المستمر في مجال المكتبات والتنشيط القرائي والثقافي”، و”تضمين المناهج والبرامج حصصا فصلية للقراءة وإدماجها في عناصر تقويم التعلمات”.
ونادت الشبكة أيضا بـ”برمجة حصة أسبوعية بالمكتبة أو بمركز التوثيق والإعلام التابع للمؤسسة”، مع “حث المؤسسات على خلق نوادي القراءة، وتشجيعها وتوفير الدعم المالي اللازم للقيام بأنشطتها المحفزة على القراءة”.