احتج، الأحد، العشرات من سكان الرواجح بجماعة أولاد بورحمون التابعة لإقليم الفقيه بن صالح بمحاذاة الطريق الجهوية رقم 309 الرابطة بين سبت أولاد النمة والفقيه بن صالح، مطالبين بحل استعجالي لأزمة الماء الشروب.
ورفع المحتجون شعارات تندد بسوء تدبير قطاع الماء الشروب في الظرفية الحالية المتسمة بندرة المياه، وتطالب بتنزيل وعود السلطات الترابية والمنتخبين بشأن حفر آبار جديدة، مشيرين إلى أن الساكنة تعاني من العطش دون أن تقدم هذه الجهات أي حلول لإنهاء الأزمة.
ومن الشعارات التي تم ترديدها خلال الوقفة “سوا اليوم سوا غدا الما ولا بد”، و”الجمعية سيري فحالك الرواجح ماشي ديالك”، و”علاش جينا واحتجينا على الما لي بغينا”، و”هذا عيب هذا عار الرواجح في خطر”. كما رفع المحتجون لافتات ورقية عليها عبارات من قبيل: “نريد الماء” و”سنموت من العطش”.
وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، الذين كانوا في أغلبهم من الشباب، المسؤولين بالإقليم، وعلى رأسهم عامل إقليم الفقيه بن صالح محمد قرناشي، بالتدخل العاجل لتوفير الماء الصالح للشرب للساكنة، مهددين بمواصلة معركتهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.
واتهم المحتجون، الذين كانوا مؤازرين بالفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت، الجمعية المكلفة بتدبير الماء بالفشل في تدبير أزمة العطش بالدوار، داعين مكتبها إلى تقديم استقالته وترك الفرصة لفعاليات أخرى لمواصلة المشوار.
نباري عبد الكبير، واحد من المتظاهرين، قال إن “الوضع في عدد من التجمعات السكنية بالرواجح يزداد سوءا يوما عن يوم، مما يستدعي تدخلا عاجلا لإنهاء المعاناة التي بدأت منذ حوالي 4 أشهر، ولا تزال متواصلة بعد نضوب البئر التي كانت تستفيد منها الساكنة”.
وأضاف أن “البحث عن الماء أضحى معضلة حقيقية تؤرق كافة المواطنين، خاصة الذين لا يتوفرون على آبار مائية”، مبرزا مشاكل أخرى، ضمنها غياب الطرق والنفايات العادمة والروائح الكريهة للمطرح الجماعي لجماعة سوق السبت أولاد النمة.
ودعا نباري جمعية الرواجح للماء والبيئة والثقافة والتنمية المخول لها تدبير قطاع الماء إلى البحث عن سبل ناجعة لتدبير معضلة النقص الحاصل في الماء في القريب العاجل، مع إشراك الساكنة في الخطوات المزمع القيام بها في هذا الشأن.
وفي تصريحات متطابقة لهسبريس، أعرب مجموعة من الشباب المشاركين في الوقفة الاحتجاجية عن أملهم في أن تتدخل السلطات الإقليمية من أجل حفر آبار جديدة، وتجهيزها بمضخات من النوع الجيد، لإنهاء هذه الأزمة على الأقل خلال فصل الصيف، مشيرين إلى تأخر تنزيل الوعود المقدمة إلى الساكنة في هذا الإطار.
وفي معرض تعليقه، أوضح رئيس الجمعية المذكورة أحمد فاريمال أن جمعيته قامت بعدة مبادرات لتجاوز النقص الحاصل في الماء، بما في ذلك حفر ثقوب مائية واقتناء مضخات جديدة، مؤكدا أن الأزمة تتجاوز إمكانيات الجمعية.
وقال إن “الجمعية غير مسؤولة عن نضوب البئر التي كانت تستفيد منها الساكنة، والتي يصل عمقها إلى حوالي 100 متر”، مشيرا إلى أن جمعيته عملت على حفر بئر ثانية وصل عمقها إلى أزيد من 140 مترا من أجل حل المشكل، لكنها لم تعثر على الماء.
وأشار رئيس الجمعية إلى الجهود المتواصلة لمختلف الأطراف، خاصة السلطات المحلية والإقليمية، لتدبير أزمة الماء بالمنطقة من خلال حفر ثقب مائي بعمق أكبر، داعيا الى الاستهلاك الرشيد للماء والتعبئة من أجل الحفاظ على الفرشة المائية.