ما زال موضوع “الموظفين الأشباح” في مجلس مدينة الرباط يعرف مزيدا من التطورات؛ فقد أفادت مصادر بأن مسؤولين بالمجلس المذكور لديهم أقارب من الموظفين مصنفين بدورهم ضمن فئة “الأشباح”، إذا لا يحضرون إلى مكاتبهم على الرغم من استفادتهم من أجورهم بشكل منتظم ومن التعويضات التي يستفيد منها سائر الموظفين.
وأفادت المعطيات التي حصلت عليها هسبريس بأن من بين الموظفين الأشباح الذين تصرف لهم جماعة الرباط أجورهم دون أن يقدموا أي خدمة يوجد أربعة أقارب أحد نواب العمدة، إضافة إلى زوجة أخيه، أحدهم يعاني من مرض نفسي لم يسبق له أن حطت قدماه بمقر الجماعة، كما أن من بينهم زوجات وأقارب مستشارين جماعيين.
وأضاف مصدر متتبع للملف، في تصريح لهسبريس، أن المثير للاستغراب هو أن أحد الموظفين الأشباح، الذي كان يشتغل خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2009 و2015 في قسم تصحيح الإمضاءات قبل توقيفه في عهد المجلس الجماعي السابق، أُعيد تعيينه خلال الأسبوع الجاري مسؤولا في قسم إدارة قطاع النظافة.
وحسب المصدر ذاته، فإن أسماء أغلالو، رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، لا تزال متمسكة بالمعطيات التي قدمتها حول عدد الموظفين الأشباح الموجودين في جماعة العاصمة؛ وهو ما أكدت عليه خلال انعقاد اجتماع مكتب المجلس، حيث سُئلت حول الموضوع، فكان جوابها: “غادي نثبتْ لكم بلي هادشي كاين”.
وكانت أسماء أغلالو قد صرحت، في برنامج تلفزيوني منذ أسبوعين، بأن إجمالي عدد الموظفين في جماعة الرباط يصل إلى ثلاثة آلاف و500 موظف؛ لكن ألفاً منهم فقط هم الذين يعملون، بينما 2400 منهم هم “موظفون أشباح”.
وأثارت تصريحات أغلالو ضجة واسعة، دفعت بولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة إلى أن تعقد اجتماعا في الموضوع، كما تدخل المجلس الأعلى للحسابات في الموضوع؛ بينما لم تُفصح العمدة عن الإجراءات التي ستتخذها لمحاربة ظاهرة “الموظفين” الأشباح الذين يكلفون ميزانية المجلس الجماعي للعاصمة، في حال صحّت الأرقام التي قدمتها أغلالو، خسائر مالية هائلة تقدر بأزيد من مليوني درهم.
وفي الوقت الذي لم يتسنّ فيه أخذ رأي العمدة أغلالو في الموضوع، لوجود هاتفها خارج الخدمة، أفاد مصدر من مجلس مدينة الرباط بأن المجلس شهد مشهدا “دراميا”، إثر ظهور عدد من “الموظفين الأشباح” فجأة، بعد الضجة التي أثارتها تصريحات أغلالو، بعدما ظلوا متغيبين عن عملهم لسنوات، مضيفا أن بعضم بقي تائها في الممرات ولم يعرفوا حتى إلى أي مكتب يتعين عليهم أن يتوجهوا.