أريفينو : المحرر / 13 شتنبر 2023
إن المغرب عبر التاريخ و هو يسطر الملاحم و يقدم الدروس للعالم بدءا من جيش التحرير مرورا بالملحمة الكبرى التي سطر أطوارها المغفور له الحسن الثاني , حيث تلاحم العرش و الشعب و صنعوا مسيرة أبهرت العالم , و اليوم نعيش على وقع زلزال الحوز و النواحي لنشاهد ملحمة تاريخية جديدة يقودها باني المغرب الحديث جلالة الملك محمد السادس الذي يقود هذا الوطن بخطى حثيثة و يعمل جاهدا من أجل رفاهية شعبه , إن زلزال الحوز لما له من تبعات و أضرار على الإنسان و الحيوان و البيئة إلا أنه أعاد للأذهان صورة التلاحم من جديد لتتناقل وسائل الإعلام الدولية صورة شعب تطوع دون أن يقوده حزب و لا نقابة و لا جمعية بل لبى نداء الواجب الذي نشأ عليه هذه الشعب الأبي ليخرج للمحلات التجارية و يقتني الغالي من المواد الغذائية و اللوازم الطبية و الأفرشة و الأغطية و الملابس و الأواني المنزلية و يخرج في مسرة الإعمار من جديد مسيرة 2023 التي تتواصل مع أختها سنة 1975 و لتقول للعالم شعب اسمه المغرب يعلم الصديق قبل العدو أن المغاربة لحمة في وقت الأفراح كما عشناه مع منتخبنا في كأس العالم الأخير و هو كذلك في زلزال الحوز كما كان قبل ذلك في زلزال أكادير و الحسيمة , إن المشاهد التي تناقلتها و كالات الأنباء الدولية و التي ابكت الكثير من المراسلين لهو عنوان بارز لشعب عظيم أفتخر أني انتسب إليه و أقول أنا مغربي لأني أعيش في وطن أبناؤه لحمة واحدة لا تنصهر أبدا بل هي قوية متينة تشكل قوة كلما حلت بها المحن إننا أيها السادة شعب يمرض و يعيى لكنه لا يموت بل يحيا بإرادة الأمة و قوتها و صلابتها و وحدتها التي أبهرت العالم و أدخلت الخوف و العجب في صدور الأعداء الذين كانوا ينتظرون سقوط الأمة إلا أنهم وجدوا عكس ما تمنوه لذا زادهم الله مرضا , التاريخ يدون بمداد الاعتزاز أن شعبا اسمه المغرب حل به زلزال و قتل فيه أكثر من ثلاثة ألاف شهيد و أكثر بكثير من الجرحى و الآلاف من المشردين بدون مأوى لم يطلب دعما من أحد بل وقف في وجه بعض المتربصين الذين كانوا يعتقدون أننا سنعيش على فتاتهم بل أوضحنا لهم أننا نتضامن مع جارتنا ليبيا التي تعيش محنة الفيضانات , فليأخذ العالم الدرس من شعب و أمة شكلت الوحدة صورا حاميا لها من الأعداء و المحن و أنها تخرج في كل مرة مرفوعة الرأس و لا تسقط للهاوية أبدا .. ألاف الأطنان من المساعدات تخرج في كل لحظة لإخواننا بالحوز و المتاجر في كل ربوع المملكة ما زالت تزخر بكل ما لذ و طاب و لا نعيش أي نقص في أي منتوج استهلاكي و لا طوابير تبحث عن العدس و اللوبية بل الخير موجود و يتدفق بإذن الله لأننا شعب الخير و قلوبنا مليئة بالإحسان لذلك يزيدنا الله خيرا على خير .. فليتعلم غيرنا من ملحمة المغرب الخالدة الجديدة ملحمة التآزر و الوحدة.