لعب وتعلم، متعة واستجمام، فرح وبهجة، هكذا هي الأجواء داخل مركز اصطياف بشاطئ الرّيفيّين بتراب عمالة المضيق الفنيدق، مخصص لاستقبال أبناء العسكريّين النّشطين، والمدنيّين التّابعين لإدارة الدّفاع الوطنيّ، إلى جانب المتقاعدين التّابعين لمؤسّسة الحسن الثّاني للأعمال الاجتماعيّة لقدماء العسكريّين وقدماء المحاربين.
هنا تقبل أفواج من أطفال راغبين في قضاء العطلة الصيفية بعيدا عن أجواء الدراسة وعلى مقربة من البحر والترفيه؛ لكن الفترة التي يقضونها لا تخلو من تربية وتأهيل.
كل صباح تكون الانطلاقة بإحماء وتنشيط وكلمات تربي على حب الوطن والانتماء إليه، مرددين نشيد الصباح: “مخيمنا للعلى.. إطارنا تربوي.. أطفالنا ناشطون.. من أجل المغرب يحفظنا الله”، تليه تأدية النشيد الوطني بحرارة كما يصفون ويؤدون.
بعد وجبة الإفطار يتوجه الأطفال لتوضيب غرفهم والاستعداد ليوم حافل، إذ طيلة خمسة عشر يوما وعلى مدار اليوم يستفيدون من ورشات تعليمية وترفيهية، يتعلمون فيها الانضباط والاعتماد على النفس.
في هذا الصدد قالت الكوموندان بروك العلام، المديرة الإدارية للمخيم: “تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية نصره الله، قامت المديرية العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، في إطار عنايتها بأطفال العسكريين، بتوفير مركز الاصطياف الموجود بشاطئ الريفيين والتابع لعمالة المضيق الفنيدق”.
وتابعت العلام ضمن تصريح لهسبريس: “تم تخصيص هذا المركز لفائدة أطفال العسكريين النشطين بجميع رتبهم، والمدنيين التابعين لإدارة الدفاع الوطني، إلى جانب المتقاعدين التابعين لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين والمحاربين”.
وعاينت هسبريس توفر المركز على عدة مرافق، من بينها قاعة متعددة الاختصاصات، ومسبح، وملعب ومستوصف بطاقم طبي وشبه طبي، وقاعة للأكل، وقاعة استقبال، ومكاتب إدارية وقاعات مشتركة وغرف نوم مجهزة بشكل كامل.
وتقدر الطاقة الاستيعابية للمركز بحوالي 120 طفلا، في كل مرحلة، ما يمكن من استقبال واستفادة 360 طفلا في ثلاث فترات تستمر كل واحدة منها 15 يوما.
وقالت العلام: “نحن كإدارة المخيم عملنا جاهدين على وضع برنامج تربوي متنوع يوازي بين الترفيهي والتربوي، إذ يشمل عدة أنشطة يقوم بها الأطفال داخل المخيم أو خارجه”.
وفي ما يرتبط بالأنشطة الداخلية فهي تتنوع ما بين السباحة في مسبح المخيم، والرياضة والألعاب، والمسابقات الثقافية والورشات اليدوية؛ فضلا عن عروض مسرحية وسهرات فنية ترفيهية. أما الأنشطة الخارجية فتتمثل في السباحة بالشاطئ والألعاب الشاطئية الترفيهية، إضافة إلى الخرجات والزيارات لكل من مدن: المضيق، تطوان، الفنيدق، طنجة.
وقالت الطفلة لينا، من مدينة خنيفرة، ضمن تصريح لهسبريس: “استفدت هنا من عدة ورشات، كالسباحة والطبخ والمسرح والموسيقى وغيرها، كما تعلمت عدة أمور، من بينها الاستيقاظ باكرا واحترام الوقت والاعتماد على النفس والتعرف على أصدقاء جدد”.
وحضرت هسبريس عددا من الورشات المتنوعة، من بينها ورشة المسرح، التي أدى خلالها الأطفال مشاهد تمثيلية عبارة عن “محاكمة البيئة للإنسان”، توعي الأطفال بضرورة الحفاظ على البيئة لضمان استمرار الحياة على كوكب الأرض.
عمران، الذي أدى دور النيابة العامة في المسرحية، قال ضمن تصريح لهسبريس: “إن ظاهرة التلوث البيئي عرفت انتشارًا ملحوظا في الآونة الأخيرة، ومن خلال المسرحية نحاول أن نشرح للناس كيفية الحفاظ على البيئة، وعدم تكرار الأخطاء نفسها التي تضر بها”.
عمران، البالغ 11 سنة، والقادم من مدينة سلا، أضاف أنه خلال الفترة التي قضاها بالمخيم الصيفي استطاع التعرف على أصدقاء من مختلف مناطق البلاد، كما تعلم الانضباط والاستيقاظ في الوقت، مبديا رغبته في تكرار التجربة السنة القادمة.
وقالت الرقيب لبنى رواس، المديرة التربوية بالمخيم، إنه “في كل مرحلة يتم تسطير برنامج عام يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المدينة وما تزخر به من فضاءات ترفيهية سياحية وتاريخية”.
وأوضحت رواس في تصريح لهسبريس أن “من بين أهداف البرنامج اكتشاف المواهب وتنمية القدرات الإبداعية لدى الأطفال، وزرع روح الفريق وكذا الانسجام داخل المجموعة”، وتابعت: “مخيمنا الصيفي يسعى إلى ملء وقت فراغ الأطفال خلال العطلة الصيفية، وكذا الاستعداد للموسم الدراسي بنشاط كبير”.
على مدى 15 يوما تتوطد العلاقات بين الأطفال، ويتعلمون مهارات جديدة، ويستمتعون قبل الوصول إلى المحطة الأخيرة، وهي الحفل الختامي، الذي كانت لهسبريس فرصة حضوره، وقدم خلاله الأطفال عددا من الوصلات والفقرات، بداية بترتيل القرآن الكريم، وأداء كورال لنشيد “عليك مني السلام”، واستعراض مسرحي بلوحات تعبيرية، واستعراض للفلكلور الشعبي؛ وغيرها هي حصيلة ما تعلموه خلال فترة تواجدهم بمركز الاصطياف الموجود بشاطئ الريفيين، والتابع لعمالة المضيق الفنيدق.