كشف تقرير صادر عن الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، ضبط 51 عون سلطة متلبسًا بالرشوة، ليتصدر أعوان ورجال السلطة المحلية الحالات التي تم ضبطها متلبسة بتسلم رشوة على مستوى مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية، بعد التبليغ عنهم عبر الخط المباشر الذي أحدثته النيابة العامة.
وأوضح التقرير، الذي اطلعت عليه “أخبارنا”، أن الخط المباشر للتبليغ عن حالات الفساد والرشوة قد تلقى ما يقارب سبعين ألف مكالمة، بمعدل 100 اتصال كل يوم، بين 2018 و2022، مما مكن من ضبط 243 حالة في وضعية تلبس، أي ما يقارب حالتين كل أسبوع عبر مختلف أقاليم وعمالات المملكة، ما يعكس واقع الفساد بالمغرب من خلال زاوية المتابعات القضائية.
وحول الموضوع، صرح لــ”أخبارنا” زكرياء الزروقي، فاعل حقوقي وجامعي باحث في الشؤون القانونية والإدارية، بأن الخط المباشر للتبليغ عن الفساد الذي أنشأته النيابة العامة في المغرب يُعتبر أداة فعالة ومهمة في مكافحة الفساد الإداري والرشوة، ويُسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة. وبفضل هذا الخط، حققت النيابة العامة نجاحات في ضبط عدة حالات للرشوة، مما يجعله آلية محورية في جهود مكافحة الفساد بالمغرب.
وأضاف المتحدث أن هذا الخط الرقمي المباشر له أهمية بالغة في سهولة التبليغ، فضلًا عن الاستجابة الفورية والسريعة للتبليغات، وحماية هؤلاء المبلغين، مما يكرس ويعزز الثقة في النظام القضائي للمملكة وتحقيق الردع، والمساهمة في تحسين بيئة الأعمال.
وأكد الزروقي في ختام تصريحه أن هذه الآليات والمبادرات تعكس التزام المغرب بمواجهة الفساد، على الرغم من أن التحديات ما زالت كبيرة، ويتطلب النجاح في هذه المعركة تضافر الجهود من جميع الفاعلين، سواء من الحكومة أو المجتمع المدني والأحزاب السياسية ومختلف الفاعلين.