تحول 46 محلا تجاريا في المنتزه الحضري الإنبعاث في قلب مدينة أكادير إلى وقود للصّراع بين منتخبين ورجال المال والأعمال والأعيان من أجل الظفر بصفقات الاستفادة من خدماتها، بعد أيام على تدشينه من قبل عزيز أخنوش رئيس الحكومة، الذي يشغل في الآن نفسه مهمة رئيس الجماعة الترابية لأكادير، راعية المشروع.
ووفق الإفادات التي حصل عليها موقع “لكم”، فإن الصراع بين منتخبين في الجماعة الترابية لأكادير من أجل الظفر بمحلات تجارية قيمتها المالية تتجاوز 350 مليون سنتيم، ستخصص لكبرى “الماركات العالمية”، خاصة وأن عدد المحلات التجارية، ملاذ الصّراع، تفاوت عددها بين تصريح سابق لنائب رئيس جماعة أكادير الذي أفاد بأنها تصل إلى أربعين محلا، فيما تأكد موقع “لكم”، أن عددها يصل إلى ستة وأربعين، وفق البطاقة التقنية للمنتزه الحضري الإنبعاث، والتي جرى تقديم شروحاتها أمام عزيز أخنوش رئيس الحكومة ورئيس جماعة أكادير قبل أسبوع، بحضور والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، السعيد أمزازي، ورئيس مجلس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي المنتسب لحزب التجمع الوطني للأحرار.
وفجّر الصراع على المحلات التجارية غضب منتخبي تحالف الأغلبية داخل المجلس الجماعي لأكادير، مما اضطرهم لنقل الشكوى من البلوى إلى رئيس الجماعة الترابية لأكادير عزيز أخنوش، الذي دعا نائبا له لتقييم سومة المحلات التجارية المذكورة، عبر تكليف خبير بذلك، وفي الآن نفسه إعداد مشروع دفتر تحملات تلك المحلات، وعرضه على أنظار المجلس الجماعي لأكادير خلال دورة أكتوبر 2024”.
ومن تداعيات ذلك، وفق ما نقله مصدر من داخل الجماعة الترابية لأكادير لموقع “لكم”، أن تخاصم عدد من منتخبي الأغلبية، اليت تلم تحالف التجمع الوطني للأحرار، والاستقلال، والأصالة والمعاصرة، بعدما “ضاعت صفقة غنيمة المحلات التجارية في قلب المدينة بين شارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس”. وهو ما اعتبره المصدر ذاته “نتاجا لتدبير في عدد من المشاريع والبرامج التي تثير الجدل، ومنها المحلات التجارية في باب الميناء التي انتهت الأشغال بها، ويسيل عليها لعاب عدد من المنتخبين ورجال المال والأعيان”، وفق إفادات متحدث موقع “لكم”.
يشار إلى المنتزه الحضري الانبعاث، الذي يضم المحلات التجارية الـ46، مشروع ملكي بنفس ترفيهي وسياحي يراهن على جاذبية أكادير، أطلقه الملك محمد السادس في فبراير 2020 في إطار برنامج التنمية الحضرية على مساحة تناهز 20 هكتارا، وكلف إنجازه اعتمادا ماليا بلغ نحو 15 مليار سنتيم (150 مليون درهم)، يوفر ولوجيات لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، كما يتوفر المنتزه على 8 ملاعب للقرب، منها 4 ملاعب متعددة الرياضات، و4 ملاعب أخرى لكرة القدم المصغرة، بالإضافة إلى 3 ملاعب دائريين لكرة السلة، وملعب لرياضة “سكيت بارك”، وكذا مساحات خضراء وأشجار توفر عدد كبير من ساعات الظل داخله، بالإضافة إلى 4 نافورات حديثة، فضلا عما يتيحه للزوار من إمكانية ركن 600 سيارة من خلال مستوقفات مجانية عبر شوارع محمد الخامس والمقاومة والحسن الثاني.