شكل وقف تصدير الطماطم إلى بعض الأسواق الأوروبية فرصة سانحة أمام منتجيها في منطقة ألميريا الإسبانية لتحقيق أرباح أكثر مقارنة بالسنوات الماضية، وفق ما كشفت عنه صحيفة “فوز دي ألميريا” المحلية الناطقة بالإسبانية.
وأبرزت الصحيفة أن ثمن الكيلوغرام الواحد من الطماطم بلغ واحد يورو (حوالي 10 دراهم ونصف درهم)، وهو ما لم يكن ممكنا في الماضي، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيظهِر -دون شك – ارتفاعا في أرباح هذا المنتج خلال نهاية الموسم؛ إذ يُرتقب أن يتجاوز المبلغ الذي حققه خلال موسم 2020/2021 الذي بلغ 695 مليون يورو.
وأرجعت الصحيفة هذه الأرباح إلى سلسلة من العوامل، من بينها ضعف المنافسة مع المنتجين الآخرين للطماطم، من بينهم المغرب الذي قالت إنه كان أقل نشاطا هذا العام في الأسواق الأوروبية، على عكس السنوات العشر الماضية.
وأشارت “صوت ألميريا” في هذا السياق إلى تقرير لمرصد الأسعار والأسواق، التابع لوزارة الفلاحة والثروة الحيوانية والسمكية والتنمية المستدامة الإسبانية، الذي سجل عدم تمكن المغرب في الفترة ما بين 1 أكتوبر و31 ماي الماضي، من تغطية الحصة التفضيلية المتفق عليها من صادرات الطماطم (285 ألف طن) في اتفاقيته مع الاتحاد الأوروبي؛ إذ صدر 271082 طنا، أي أقل بنحو 14 ألف طن.
وساهم في هذا العجز تقليص المغرب لصادراته من الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي ودول جنوب الصحراء لمواجهة الارتفاع المتزايد في أسعارها في السوق الداخلي، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج بفعل تأخر التساقطات وتكاليف الطاقة إلى جانب انخفاض درجات الحرارة ليلا في مناطق الإنتاج الرئيسية.
وسبق لحركة “معا” أن أكدت، ضمن دراسة لها، أن تكلفة زراعة هكتار واحد من الطماطم تبلغ حوالي 550 ألف درهم، وبإضافة مصاريف التسميد والنقل قد تصل ما بين 600 ألف درهم و620 ألف درهم، وبإنتاجية متوسطة تصل إلى 170 طنا في الهكتار، فإن تكلفة الإنتاج تتراوح ما بين 3.5 دراهم و3.7 دراهم للكيلوغرام.
وعلى مدى سنوات، شكلت المنافسة المغربية على سوق الطماطم الأوروبية مصدر إزعاج للمزارعين الإسبان، خاصة بعد تجاوز صادرات الطماطم المغربية سنة 2020 لأول مرة صادرات ألميريا نحو دول الاتحاد الأوروبي، حيث بلغت 486.878 طناً مقابل 417.826 طنا من ألميريا.