قال لورانس راندولف، القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالرباط، إن الدورة الرابع عشرة لقمة الأعمال الأميركية الإفريقية، التي احتضنها المغرب، تأتي في وقت يعرف في العالم نقطة انعطاف، مرورا من الجائحة إلى أزمة المناخ إلى النضال العالمي من أجل العدالة.
وأضاف راندولف، في تصريح لهسبريس عقب اختتام القمة التي استضافتها مدينة مراكش أيام 20 و21 و22 يوليوز الجاري، أن “إفريقيا عنصر أساسي لتقدمنا الجماعي. ولذلك، يجب أن نعمل مع شركائنا الأفارقة لتعزيز رؤيتنا المشتركة لمستقبل أفضل”.
واعتبر المسؤول الأميركي أن الرؤية المشتركة تمكن من “خلق فرص عمل، وتعزيز التجارة والاستثمار في كلا الاتجاهين، وبناء شراكات طويلة الأمد”، وأورد في هذا الصدد مبادرة “ازدهار إفريقيا” التي تتيح للقطاع الخاص فتح أسواق جديدة للشركات الأمريكية والإفريقية.
وبخصوص حصيلة الشراكة بين أمريكا وإفريقيا والمغرب، قال القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالرباط إن “الولايات المتحدة تخصص أكثر من 10 مليارات دولار سنويا لمساعدة إفريقيا”، وذكر أن المغرب يحظى بدعم كبير من هذه المساعدات، وأعطى المثال باستثمار مؤسسة تحدي الألفية أكثر من مليار ومئة مليون دولار في المغرب منذ بداية ميثاقها الأول.
وأشار راندولف إلى أن لدى أميركا برامج أخرى في المغرب ممولة من طرف مؤسسات أمريكية أخرى، مثل مذكرة تفاهم عقدتها وكالة التجارة والتنمية الأميركية مع المغرب لتطوير البنية التحتية للدولة في مجال الطاقة المستدامة والمتجددة.
وأبرز الدبلوماسي الأميركي أن العالم بأكمله، بما في ذلك إفريقيا، يواجه تحديات كثيرة، من بينها مخلفات الجائحة، أزمة المناخ وتأثيرات الأزمة الأوكرانية، وقال إن قمة مراكش هدفها تعزيز الشراكة من أجل تطوير البنية التحتية العالمية ورفع الاستثمار في إفريقيا، والاستثمار في التحول الرقمي لإفريقيا، وإعطاء الأولوية للمرأة والمساواة بين الجنسين، وتعزيز المرونة في مواجهة الصدمات العالمية، مثل اضطرابات سلسلة التوريد الغذائي الناتجة عن حرب بوتين في أوكرانيا.
وأعرب راندولف عن اعتقاده أن التكاتف مع القطاع الخاص أمر مهم لمواجهة تحديات إفريقيا وخلق مستقبل أفضل، حيث قال إن المساعدات الحكومية لوحدها غير كافية لتغطية احتياجات القارة، خصوصا في ظل وجود عدد من الفرص والمجالات للتعاون وتعزيز الشراكات.
وكانت أشغال الدورة 14 لقمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية المنعقدة بمراكش قد اختتم الجمعة، بعد ثلاثة أيام من التبادل والنقاش البناء تحت شعار “لنبن المستقبل معا”، وشكلت فرصة لإقامة شراكات تجارية ثلاثية موجهة نحو المستقبل بين الولايات المتحدة والمغرب وإفريقيا.
وشهدت القمة المنظمة من طرف “مجلس الشركات المعني بإفريقيا” بشراكة مع المغرب، مشاركة وفد حكومي أمريكي هام يضم 17 مؤسسة، ووزراء أفارقة وصناع القرار بأكبر الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات ورجال الأعمال الأفارقة.