في سبيل الإلزام التنظيمي والقانوني لوحدات الصناعة الغذائية النشيطة في القطاع، أعطى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، اليوم الأربعاء بالرباط، انطلاقة أيام تحسيسية وتواصلية للتعاونيات المغربية، اختار لها اسم “COOPDAYS”، تحت شعار “الترخيص الصحي لأونسا: إلزامٌ تنظيمي وقانوني للوحدات العاملة في القطاع الغذائي”.
وتروم هذه الحملة التحسيسية، التي تأتي في إطار تفعيل إستراتيجية المكتب التواصلية وانفتاحه عن قرب على مختلف الفاعلين والمهنيين في السلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب، توعيةَ التعاونيات العاملة في قطاع الأغذية الزراعية بالالتزام بالحصول على ترخيص صحي من “أونسا”.
إطلاقُ هذه الأيام التحسيسية من جهة الرباط جاء بعد أن سبق للمكتب أن أصدر بلاغاً في نهاية ماي الماضي، شدد فيه على ضرورة احترام مقتضيات القانون رقم 07-28 المتعلق بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مذكّراً بأن جميع الوحدات التي تقوم بإنتاج ومعالجة وتحويل وتلفيف وتوضيب وتخزين وعَنْوَنة المواد الغذائية قصد توزيعها في السوق “مُلزَمة بالحصول مسبقاً على الترخيص الصحي من طرف “أونسا””.
هشام عليبو، رئيس قسم السلامة الصحية للمنتجات الحيوانية والمنتجات الحيوانية الثانوية والأعلاف الحيوانية بمديرية مراقبة المنتجات الغذائية داخل “أونسا”، قال إنّ “هذه الأيام ضرورية لتذكير التعاونيات بأهمية وإلزامية الترخيص الصحي قصد دعوتها إلى تسوية أوضاعها قبل مواصلة أنشطتها، كجزء من نهج شامل يهدف إلى أن تكون مكانًا للتبادل والنقاش بين المكتب والتعاونيات”، مُضيفاً في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “ذلك يتمّ من خلال برنامج غنيّ بمواكبة التعاونيات، بما فيه العروض والمناقشات حول الإجراءات التي يجب اتباعها لتقديم طلب الترخيص الصحي والشروط اللازمة للحصول عليه”.
واستعرض المتحدث ذاته، أثناء عرضٍ ألقاه أمام التعاونيات والوحدات الإنتاجية الحاضرة، مضامينَ القوانين التي تؤطّر إحداث ومهام “أونسا”، فضلا عن مراسيم تطبيقية تحدد شروط منح الترخيص الصحي لوحدات إنتاج المواد الغذائية، باسطاً في هذا الصدد تعريف الترخيص الصحي لـ”أونسا”، الذي يعدّ “شهادة تُسلَّم للمؤسسات أو المقاولات في القطاع الغذائي التي تستجيب لمعايير السلامة المنصوص عليها قانونياً”.
وشدَّدَ عليبو على أهمية الترخيص الصحي، شارحاً مسطرة تسليمه، وكل ما يهمّ تكوين الملف وكيفية إيداعه لدى مصالح المكتب اللّامُمَركزة في الجهات والأقاليم، التي قال إنها تظل “حاضرة في الميدان للإنصات والمواكبة”.
وستشمَل جولة أيام التعاونيات COOPDAYS عدة مناطق في مختلف جهات المملكة؛ لتحط الرحال في مدن الدار البيضاء وطنجة ومكناس وبني ملال ومراكش وأكادير والرشيدية والعيون ووجدة.
من جانبه، اعتبر يوسف لحر، المدير الجهوي لـ”أونسا” بجهة الرباط سلا القنيطرة، أن “التحسيس بإجبارية الحصول على الترخيص الصحي لأونسا يظل هدفاً أساسياً لهذا الأخير”، مورداً أن “جميع التعاونيات التي لا تتوفر على رخصة الاعتماد الصحي مدعوةٌ من الآن لتسوية وضعيتها قبل مُواصلة نشاطها”، ومشيراً إلى أنه “يجب على أربابها التواصل في أقرب وقت ممكن مع المكاتب الإقليمية لأونسا”.
وتابع لحر شارحاً بأن عدد الوحدات الإنتاجية الحاصلة على الترخيص الصحي على الصعيد الوطني فاقت 9600 وحدة، وزاد مستدركا: “لكننا نخصّ بالاستهداف من خلال هذا النشاط قطاع التعاونيات المُتّسِم بالطابع الجهوي والمحكوم بالسياقات المحلية”.
من جهتها، عبَّرت حنان بوغابة، رئيسة تعاونية “كسكس بلادي”، التي تنشط في مجال إنتاج وتسويق “الكسكس التقليدي” بإقليم الخميسات، عن ارتياحها ورضاها للمشاركة في حملة مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، قصد التعرف عن كثب على إجراءات وشروط الحصول على الترخيص الصحي، مُنوِّهةً، في تصريح لهسبريس، بهذه المبادرة “التي تساهم في منح وتمكين التعاونيات من امتيازات عديدة أهـمُّها إعطاء قيمة مضافة للمنتج المُسَوَّق من قبل التعاونية، فضلًا عن بيع وتسويق منتجاتٍ سليمة صحياً وخاضعة للشروط المعمول بها قانونياً”، قبل أن تخلُص إلى التعبير عن أملها في أن تساعِد هذه الحملات التحسيسية والتواصلية في النهوض بالمنتج المحلي وترويجه خارج المغرب.