وفق مقاربة سينمائية تاريخية، يوثق فيلم “أو ما لولو” للمخرج عبد الحي العراقي لحظات نفي الملك الراحل محمد الخامس إلى مدغشقر.
ويترجم هذا الفيلم التاريخي، الذي انتهى مخرجه من تصوير مشاهده بمدينة فاس، الظروف القاسية التّي عاشها المغاربة في فترة الاستعمار بعد نفي الملك الراحل وبعد رجوعه، من خلال تسليط الضوء على أحاسيس المغاربة وتشبثهم بملك البلاد وبالوحدة الترابية.
بالتوازي مع هذه الأحداث، التّي توثق لمغرب الخمسينيات، يسلط المخرج الضوء على الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي عاشه المغاربة خلال هذه الفترة، وكذا عاداتهم وتقاليدهم، والعلاقات الاجتماعية التي يطبعها التلاحم الأسري، ورصد فخامة المغاربة وحضارتهم على مستوى المعمار والزي والطبخ وغيرها.
وتُجسد الممثلة مونية لمكيمل في الفيلم دور ربة بيت تدعى “زهرة”، تسهر على رعاية أطفالها وزوجها الحرفي، وتعيل أسرتها من خلال حرفة “طرز الصم”، وتنقل من خلالها حياة المرأة المغربية في فترة الخمسينيات والدور الذي لعبته النساء آنذاك في الدفاع عن القضية الوطنية.
بعد نفي الراحل محمد الخامس تثور “زهرة” على العادات والتقاليد في الخمسينيات، من خلال الدفاع عن تمتيع ابنتها بحقها في التمدرس، والخروج في مظاهرات للدفاع عن الوحدة الترابية للبلد، وقالت لمكيمل إن “التقاليد آنذاك لم تكن تسمح للمرأة بالخروج والتجول خارجاً إلا في الحالات الضرورية كالذهاب إلى الحمام العمومي أو زيارة أهلها شريطة ارتداء النقاب”.
من خلال شخصية “زهرة”، حرص المخرج على إبراز تحرر المرأة المغربية وانتفاضها في وجه العادات والتقاليد، بحثاً عن الحرية والدفاع عن قضيتها وحقوقها، إلى جانب تسليط الضوء على العديد من العادات النسوية المرتبطة بالموروث الثقافي الشفهي.
وتجسد الممثلة مجيدة بنكيران في الشريط التاريخي شخصية “لالة فاطمة” زوجة “مولاي جعفر”، وهي أسرة تنتمي إلى أعيان المدينة، وتترجم الحس الوطني للأسر المغربية، وعلاقتها بالمغرب وملكه، وقوة التلاحم بينهما.
كما يشارك في هذا العمل، الذي تمّ تصوير مشاهده بالمدينة العتيقة لفاس على مدى خمسة أسابيع، نبيل عاطف، ومحمد عاطف، ونعيمان، والشعيبية العضراوي، وطارق البخاري، وغيرهم.