ووري جثمان المقاوم لحسن زغلول الثرى، اليوم الأربعاء، في مقبرة بجماعة حربيل تامنصورت، وسط حضور حشد كبير من المناضلين اليساريين، وأفراد من عائلته وأصدقائه.
وأقيمت مراسيم تشييع جثمان الراحل زغلول، المعروف بـ“تشي غيفارا الرحامنة”، بحضور السياسي اليساري المغربي محمد بن سعيد أيت إيدر، والمفكر والفاعل السياسي عبد الصمد بلكبير.
وعن هذا المقاوم الذي يعتبر من الرموز النادرة قال عبد الصمد بلكبير: “زغلول واحد من القيادات المناضلة التي قل نظيرها بمراكش والمغرب، فبعد نفي السلطان محمد الخامس تحولت جامعة ابن يوسف التي انتقل للدراسة بها إلى حاضنة للمقاومة، رفقة الفقيه الفكيكي، والفقيه البصري، ومولاي عبد السلام الجبلي، ومحمد بن سعيد أيت إيدر”.
وأضاف بلكبير في تصريح لهسبريس: “من هذه الجامعة تفجرت الثورة لتعم مدن المغرب، وتتحول إلى جيش التحرير، الذي مكن المغاربة من الانتصار وتحقيق الاستقلال، ورجوع المرحوم محمد الخامس”.
“هذا الرجل ضحى بكل شيء من أجل وطنه وملكه، وعندما رأى ورفاقه أن الاستقلال لم يأت كما يتصورون، عندئذ دخل إلى المعارضة السياسية”، يورد بلكبير.
وفي السياق نفسه، قال الفاعل السياسي محمد طنطاوي عن لحسن زغلول: “يعتبر الراحل من الذين التحقوا بمنظمة 23 مارس، وعاش فترة طويلة من عمره بالمنفى، وإثر دخوله إلى المغرب انتخب في اللجنة المركزية لمنظمة العمل ثم في هيئات اليسار الموحد ثم الاشتراكي الموحد”.
وتابع طنطاوي في تصريح لهسبريس: “كانت بداية “تشي غيفارا الرحامنة” من الجماعة الترابية القروية بوشان، وبمدرسة القائد العيادي كانت أولى بدايات التحاق ‘ولد الكابران’، بحماس الشباب المنخرط في حركة الفعل الوطني، التي شكلت محطة تأسيسية لخلية رحمانية تكونت من الطلبة الرحمانيين الذين بدؤوا نسج خيوط الاتصال بالحركة الوطنية بالدار البيضاء والرباط”.
وبحسب رواية لحسن زغلول، قيد حياته، فإن نضج الوعي السياسي كان بعد الانتقال في سن مبكرة إلى جامعة مولاي يوسف بمراكش، “وعبر تحريك طاحونة التنسيق لإزعاج المستعمر”. “وكانت منطقة بوشان معقلا ونواة لتصريف وخز المقاومة وإطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية، في زمن كان يسود فيه الخوف من السلطة القمعية للقايد وهرولة الخونة والعملاء”، يورد الفاعل السياسي الراحل.
لقد كان الراحل ممن توفرت لديهم شجاعة نشر قيم المقاومة والروح الوطنية في وسط يتغلغل فيه الفقر والجهل والهشاشة الاجتماعية والثقافية، وجرأة قطع الأسلاك الهاتفية وترويع القائمين بأعمال الإقامة العامة للحماية بالرحامنة، بفضل ما توفر لديه من شجاعة وتشبع بأفكار التحرر والانعتاق من الاستعمار.
ووفق طنطاوي فالفقيد “كان نواة صلبة لجمع المال خلسة واقتناء المسدسات من الجنود العائدين من الحرب العالمية الثانية، ومنهم تمكن ومجموعته من تعلم صناعة قنابل المولوتوف والتدرب على تنفيذ العمليات الفدائية، ونظموا انتفاضتين عارمتين بسبت لبريكيين وبوشان أربكتا كل الحسابات، وبسببها تجرعوا مرارة الملاحقات والاستنطاق والتعذيب والسجن في ظروف مخزنية”.
ويتذكر “ولد الكابران” أنه في إحدى المرات تطلب منه شراء واستجلاب قنبلة من البيضاء وقتا طويلا، وعند استعمالها لاستهداف أحد الخونة بالرحامنة، فشلت العملية بالسوق الأسبوعي، لكنها استطاعت في مقابل ذلك إخلاء السوق من كل شيء، “وهذا في حد ذاته حرك وعي الناس بقضية الوطن، في فترة لم تكن وسائل الإخبار كالصحف، باستثناء ‘البراح’، الذي لا يخبر إلا بما شاء القائد”، يختم طنطاوي.