أريفينو : 23 شتنبر 2023
بالموازاة مع انخفاض معدلات المهاجرين غير النظاميين بالسواحل الشمالية بفضل تشديد المراقبة والتنسيق المشترك بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، حذّرت معطيات رسمية، من ارتفاع عدد محاولات الهجرة نحو جزر الكناري القريبة من السواحل الجنوبية المغربية، والتي باتت نقطة انطلاق مغرية للمهاجرين الراغبين في بلوغ الفردوس الأوروبي.
وعلى الرغم من خطورة التيارات البحرية في المنطقة، وتكرر سيناريوهات غرق القوارب المحملة بالمهاجرين غير النظاميين، صارت المناطق الساحلية الجنوبية للمغرب والمحاذية لجزر الكناري مركز مغر لانطلاق رحلة الخلاص صوب أوروبا، بحسب ما أوضحته الأرقام والمعطيات التي كشفت عنها وزارة الداخلية الإسبانية، والتي أظهرت أنه مقابل كل مهاجر نجح في خفض إحصائية الدخول غير القانوني عبر سبتة ومليلية، زاد الدخول عن طريق البحر إلى جزر الكناري أو بقية إسبانيا بمقدار خمسة مهاجرين آخرين.
ووفق المعطيات التي قدّمتها وزارة الداخلية الإسبانية، فقد ارتفع إجمالي عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إسبانيا عن طريق البحر والبر بمقدار 3885 شخصًا أي ما يعادل 17.9 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو ما يعني أنه تم بالفعل تجاوز الرقم الخطير المتمثل في 25000 دخول غير قانوني وذلك بمعدل 25992.
وبناء على هذه المعطيات الرقمية، قالت تقارير إسبانية إن المغرب “لم يتمكن من السيطرة على الزوارق المنطلقة من بره الجنوبي صوب جزر الكناري”، وهو ما يعني بحسبهم “فشل التنسيق المغربي الإسباني بهذا الخصوص بما فيه ما وصف بتعهد الرباط بالسيطرة على الهجرة غير النظامية”.
وفي السياق ذاته، ارتفع إجمالي الإدخالات عن طريق البحر بما يقرب من 5000 شخص حتى الآن هذا العام: +4890، أي بزيادة قدرها 25 في المائة، وذلك في وقت “كان بإمكان المغرب ممارسة سيطرة أكبر على غالبية الزوارق” وفق صحيفة “ليبيرتاد ديجيتال” الإسبانية، التي نقلت عن تقرير الداخلية، رصده دخول هذه السفن عبر جزر البليار أو شبه الجزيرة بمقدار 2063 شخصا، أي بزيادة قدرها 26.2في المائة، وفي جزر الكناري، دخل 2837 شخصًا، بزيادة قدرت بـ 24.6في المائة.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن المنطقة الوحيدة حيث تشدد المراقبة الأمنية وتوجد سيطرة أكبر، هي عند المداخل البرية في كل سبتة ومليلية، بحيث سجل 1055 مهاجرا، أي أقل بنسبة 56في المائة.
وفي مليلية، انخفض عدد المهاجرين في التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية، بـ 1034 شخصا، أي بنسبة 90,2 في المائة، وهو ما عزته الصحيفة الإسبانية إلى تقييد القفزات من على السياج وتشديد الضوابط الأمنية على المداخل عن طريق البحر، التي تسبب أكبر عدد من الوفيات.
ووفق ما سبق من معطيات، استنتجت الصحيفة الإسبانية، أنه مقابل كل دخول غير قانوني تم إيقافه عن طريق البر في سبتة ومليلية، وصل ما يقرب من خمسة مهاجرين عن طريق البحر.
ومن المهم الإشارة، إلى أنه غالبا ما تتسبب محاولات الهجرة غير النظامية من سواحل المغرب الجنوبية نحو الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي، في حوادث دموية وقتلى بالألاف، إذ يلقى واحد من أصل 24 مهاجرا حتفه على هذه الطريق، وفق أرقام منظمة الهجرة الدولية.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب، قد أعلنت عن إيقاف أكثر من 32 ألف مهاجر غير نظامي خلال العام 2022، 85 بالمائة منهم من جنسيات أجنبية، وذلك ضمن جهودها في مواجهة الهجرة غير النظامية.
وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني في حصيلة تدخلاتها السنة الماضية، أن “جهود مصالح الأمن الوطني لمكافحة شبكات تنظيم الهجرة غير الشرعية تكللت بتوقيف 32 ألفا و733 مرشحا للهجرة من بينهم 28 ألفا و146 من جنسيات أجنبية مختلفة بما يعادل 85 بالمائة من إجمالي الموقوفين”.
وأبرز المصدر ذاته، أنه “تم تفكيك 92 شبكة إجرامية وتوقيف 566 منظما ووسيطا للهجرة، بنسبة زيادة فاقت 36 بالمائة مقارنة مع سنة 2021، التي عرفت توقيف 415 منظما للهجرة”.
ولفتت المديرية، إلى حجز 193 قاربا و156 محركا بحريا و61 ناقلة، استخدمت في تنظيم عمليات الهجرة.