بعد مرور عام على واقعة طرد القاصرين المغاربة الذين اقتحموا سبتة المحتلة، لا تزال السلطات الإسبانية تجهل مصيرهم، حيث لم تعلن الرباط عن وضعيتهم كما يقتضي الاتفاق.
وأبرزت معطيات نشرتها صحيفة “ABC” أن السلطات في مدريد وسبتة المحتلة تجهل مصير أكثر من 50 من القاصرين غير المصحوبين بذويهم تم تسليمهم إلى المغرب على حدود تاراخال الصيف الماضي.
وقد تم خلال عملية ترحيل هؤلاء الأطفال الاتفاق مع إسبانيا على تطبيق تشريعاتها الداخلية الخاصة، التي وفقًا للمحاكم لم يتم تنفيذها.
ويقضي هذا الاتفاق بأن تمد الرباط الجانب الإسباني بجميع البيانات التي تخص الأطفال المرحلين ووضعيتهم، لكن سلطات سبتة المحتلة تقول إنه “بعد مرور عام، لم يحدث شيء”.
وقال خوان فيفاس، حاكم سبتة المحتلة، إن “الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المغرب بشأن إعادة القاصرين غير المصحوبين بذويهم، يجب تنفيذه”.
وأضاف رئيس الحكومة المحلية في سبتة أن “المدينة يجب أن تتلقى فقط عددًا من المهاجرين يتوافق مع مواردها المتاحة”، داعيا إلى “إعطاء دفعة متجددة للمرافق والبنى التحتية والخدمات التي تقع على عاتق المدينة، على مستوى المرافق البيئية والثقافية والرياضية والاجتماعية”.
وذكر المسؤول الإسباني أن “الاتفاق ينص على أنه بمجرد إعادة تجميع القاصرين مع عائلاتهم، سيتم إبلاغ السلطات الإسبانية وإرسال الوثائق ذات الصلة”.
وتابع بأن سبتة المحتلة طالبت الرباط بالكشف عن وضعية هؤلاء القاصرين دون أن تحصل على الأجوبة الكافية، بينما تريد السلطات المركزية إغلاق هذا الملف بسبب الزخم الجديد الذي يطبع العلاقات.
وواصل فيفاس بأن الاتفاق مع المغرب نص على أن إسبانيا يجب أن تمتثل لقوانينها الخاصة والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك “الإجراء التفصيلي لتنفيذ إعادة القاصرين إلى أوطانهم”، المنصوص عليها في قانون الهجرة، والتي حث الوفد ووزير الخارجية عليها.
وتشهد عملية ترحيل الأطفال تقديم خدمات الإطعام والإيواء والتطبيب من طرف الأطر الصحية التابعة لمندوبية وزارة الصحة بعمالة المضيق-الفنيدق، مع الحرص على الإسعافات الأولية للمصابين.
كما يتم التنسيق والتواصل مع أولياء أمور القاصرين قصد تسليمهم لهم مباشرة، ونقلهم إلى مدنهم الأصلية في حالة تعذر ذلك.
وبعثت المصالح الديبلوماسية الإسبانية بمعطيات رسمية خاصة بالأطفال القاصرين إلى نظيرتها المغربية، وهي خطوة تأتي في سياق رغبة قادة مدريد في طي صفحة الخلاف مع الجانب المغربي.
واستقبلت المملكة، وفقا لآخر تحديث، حوالي 800 قاصر مغربي دخلوا بصفة غير قانونية التراب الإسباني في ماي الماضي.