انتعشت السياحة الجبلية بشكل تدريجي منذ فصل الربيع في ظل تحسن الوضعية الوبائية وتخفيف الإجراءات الاحترازية، ما سمح بتدفق السياح المغاربة والأجانب طيلة الأيام الماضية، خاصة في أيام نهاية الأسبوع.
ووفقاً لشهادات مهنيين في القطاع السياحي فإن هناك توجها أسريا لتمضية عطلة فصل الصيف ببعض المناطق الجبلية الجذابة، إذ تلقوا العديد من الاتصالات الهاتفية من لدن عائلات مغربية قاطنة بمختلف المدن.
وتختار الكثير من الأسر المغربية التوجه إلى المناطق السياحية الجبلية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على الأقل، بالنظر إلى المناظر الطبيعية التي تسرّ الزوّار، والهدوء الذي توفره تلك المناطق للسياح الفارّين من “ضجيج” الحواضر.
وتحسّن مستوى الإقبال على المناطق الجبلية الجنوبية في جهات سوس-ماسة ودرعة-تافيلالت وبني ملال-خنيفرة، لكن المهنيين يتوقعون ارتفاعاً في النشاط السياحي خلال الأسابيع المقبلة.
وعمّقت جائحة “كورونا” أزمة السياحة الجبلية على امتداد الموسمين المنصرمين، بعد إغلاق الحدود البحرية والجوية بسبب تفشي متحورات الفيروس التاجي، وهو ما جعل القطاع يعيش “حالة حرجة”.
ومع ذلك، تطالب الفعاليات المهنية والسياحية بتعزيز البنيات التحتية في المناطق الجبلية قصد استقطاب السياح، بالموازاة مع اعتماد سياسات ثقافية تراعي خصوصية كل منطقة على حدة.
وفي هذا الإطار، قال محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل، إن “السياحة الجبلية باتت تحظى بقيمة كبرى في المجتمعات الدولية، بما يشمل المغرب، ما يتطلب توجيه الاستثمارات العامة في هذا الاتجاه لتشجيعها”.
وأضاف الديش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب يتوفر على مؤهلات سياحية جبلية استثنائية، لكن ينبغي على الدولة الاستثمار فيها لتشجيع الخواص على خلق مشاريع سياحية جديدة بتلك المناطق”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “المناطق الجبلية توفر منتجاً سياحيا دامجاً للبعد الثقافي، وذلك بإبرازها المعارف الثقافية الأصيلة من أجل الحفاظ عليها”، لافتاً إلى أن “النشاط السياحي الجبلي يخلق فرص الشغل للسكان، ما يساهم في الحفاظ على استدامة الموارد”.
وأكد رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل أنه “يجب استثمار الصناعات التقليدية والمنتجات المجالية لتعزيز جاذبية المناطق الجبلية، من خلال إنشاء متاحف محلية تتضمن المستحثات الأركيولوجية والمعالم التراثية الخاصة بها”، وأشار إلى أن “ضعف المسالك الجبلية أدى إلى هجرة سكان تلك المناطق، بالموازاة مع مشاكل الجفاف وتغير المناخ، غير أنه يجب تحسين ظروف العيش بها لاستقطاب المزيد من السياح المحليين والدوليين”.