مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، خاصة بمناطق جهة درعة تافيلالت، تصبح الأودية وبعض السدود الصغيرة أكثر الوجهات التي يختارها الشباب للاستمتاع بالسباحة والبحث عن الرطوبة.
وتشكل الأودية والسدود الصغرى في جهة درعة تافيلالت متنفسا وحيدا في فصل الصيف لساكنة المنطقة غير الساحلية، إلا أنها تسجل سنويا وفيات في صفوف الشباب والأشخاص الذين يلجؤون إليها للاستجمام والسباحة.
وتشهد درعة تافيلالت، على غرار باقي جهات المملكة، كل فصل صيف، قصصا مأساوية لغرق أطفال وشباب في الأدوية والبحيرات الصغيرة، ما يتطلب اتخاذ إجراءات وتدابير السلامة، والتحسيس والمراقبة بشكل مستمر.
في هذا السياق، قال كمال المريني، من ساكنة مدينة زاكورة، إن “غياب المسابح العمومية وتسجيل ارتفاع درجات الحرارة، عاملان يدفعان المواطنين إلى اللجوء إلى الأودية والبحيرات التي تخلفها الوديان، خاصة على طول وادي درعة القادم من سد المنصور الذهبي بورزازات”.
وأضاف المريني، في تصريح لهسبريس، أن هذه المناطق التابعة لجهة درعة تافيلالت، “تعرف في كل فصل صيف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ولذلك أصبحت الأودية ملجأ للشباب للترويح عن النفس وطرد حرارة الشمس”، داعيا إلى “توخي الحيطة والحذر أثناء السباحة في الأودية لتفادي خطر الغرق”.
وأجمعت تصريحات متطابقة لعدد من الشباب الذين حاورتهم هسبريس عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وعبر الهاتف، على أن غياب المسابح العمومية بجميع مناطق درعة تافيلالت من شأنه أن يسبب سنويا وفيات جراء الغرق في الأودية، ملتمسين من الجماعات الترابية والقطاعات المعنية إحداث مسابح عمومية لإنقاذ أرواح الشباب.
المتحدثون لهسبريس أكدوا أن ارتفاع الحرارة يقود الشباب إلى الأودية والبحيرات، لكن غياب تدابير السلامة والتحذيرات والمراقبة، يؤدي إلى حالات الوفاة غرقا، وقد يتطلب انتشال بعض الجثث في غالب الأحيان ساعات طوالا أو أياما، ملتمسين من السلطات المختصة العمل على إطلاق حملات تحسيسية وتوعوية ضد مخاطر السباحة في الأودية والبحيرات.
ويرى عدد من المهتمين أن السلطات المختصة يجب أن تراقب جميع الفضاءات التي يلجأ إليها المواطنون طوال فصل الصيف، ومنها الأودية والبحيرات، وتنظيم حملات تحسيسية وإشهارية عبر وسائل الإعلام، وخاصة القنوات الوطنية، لتقريب الأطفال والشباب وعموم المواطنين من المخاطر المحدقة بكل من يرغب في السباحة في الأودية والبحيرات العشوائية.
مسؤول من السلطة المحلية بإقليم الرشيدية أكد أن “مشكل غرق الأطفال والشباب في الأودية أصبح مقلقا، خاصة في السنوات الأخيرة التي عرفت ارتفاعا في درجات الحرارة في فصل الصيف وتراجعا في التساقطات المطرية”، موضحا أن “هذا المشكل متشابك وتتحمل مسؤوليته مجموعة من القطاعات العمومية، وكذلك المواطنون”.
وأضاف المسؤول ذاته أن “مراقبة جميع الأودية والبحيرات أمر غير ممكن، لأن هناك المئات من الأودية في الجهة، وفي المغرب عموما، لا يمكن مراقبتها أو حتى إحصاؤها”، داعيا الأطفال والشباب إلى توخي الحيطة والحذر أثناء التوجه إلى هذه الفضاءات للاستجمام والأخذ بعين الاعتبار خطورتها.