يعيش إقليم شفشاون واقعا مختلفا عن باقي الأقاليم في المملكة، تهميش يبدو واضحا على وجوه المواطنين، وإقصاء تام دون التفكير في تدارك الأمر والإلتفات له، والإنصات لنبضه الخافت القريب من التوقف بصفة نهائية.
موت مع إيقاف التنفيذ ذلك الذي يسيطر على الدواوير المتفرقة في الإقليم المنكوب، لا القنب الهندي بات يفي بالغرض، ولا هو يسد الجوع، ولا هو ينفع، وتجارته باطلة، ورأس ماله فاق ربحه، ومخسوره مضاعف لا يعود للجيب القليل منه.
حزن عميق يسكن النفوس، وأخبار تتوالد، أي أخبار، أخبار الإنتحار التي تهز الدواوير والمداشر، كل أسبوع وكل يوم، يفقد دوار فلذة كبده، فيترك أسئلة عميقة خلفه، لماذا؟ فأغلبهم شباب في زهرة العمر، وآخرون أرباب أسر، وآخرون رجال مسنين، ونساء وبنات، منتحرون من كل الفئات الإجتماعية، والأسباب؟ لا أحد يعلم، ولماذا إقليم شفشاون وحده؟ هل الجو كئيب لهذه الدرجة، ينعكس على أبنائه؟ أم أن الفقر وأشياء أخرى لا نعلمها هي المسؤولة؟
ليس الإنتحار وحده، فلا يكاد مدشر من المداشر، يعيش استقراره حتى يبدأ المشكل الأكبر الذي لا يزول، انقطاع التيار الكهربائي، الذي بات يؤرق العباد، دون أن يجدوا له حلا، لا الجهات المسؤولة توضح، أو تتخذ دابيرا خاصة للحد من هذا المشكل، ولا المنتخبون وجدوا حلولا لكتلتهم الانتخابية، الكل يضرب كفا بكف، ولا يحرك ساكنا.
وحسب مصادر خاصة تواصلت مع المغرب 24، أكدت أن هذا الإقليم أصبح “واقعه مرعب، والأخبار التي نسمعها كل يوم ترعبنا وتخيفنا، فقد وصل السيل الزبى، فأبناء الإقليم فقدوا المعنى في الحياة، ولم يجدوا فيها ما يسد رمقهم وما يشفي غليلهم”. وأضافت ذات المصادر “الإنتحار لا نعلم لماذا نسمع به كثيرا عندنا، والله بزاف”.
أما فيما يخص الحالة الإجتماعية والإقتصادية للإقليم، أكدت مصادرنا أن الأمر خرج عن السيطرة، وأن الأسر لم تعد قادرة على الإنفاق، وأن معظم الأسر أصبح طعامها العدس والخبز والزيت والتين المجفف.
وأضافت ذات المصادر أن هناك صورة تم تسويقها للناس مفادها ان “جبالة عندهوم الفلوس ولاباس عليهوم”، هذه الفكرة التهمها الزمن، فما عاد منها شيء، “فعلا الوضع المادي ديال جبالة كان مزيان أما دبا أفقر الفقراء فالمملكة هم جبالة”، مشيرا، إلى أن من كان يمتلك أموالا طائلة قبل عشر سنوات أصبح الآن لا يمتلك درهما واحدا.
ومن جهة أخرى استنكرت مصادرنا، المدى الذي وصلت إليه الأوضاع بالنسبة للبنية التحتية، فالطرق في حالة كارثية، ولم يتم فك العزلة بعد، وهذا المشكل يفاقم معاناة المواطنين خصوصا في الحالات المستعجلة عند الولادة أو حالات مرضية تستوجب تنقلا فوريا نحو المستشفى، بالإضافة إلى مشكل الماء والكهرباء الذي بات بدوره واقعا معاشا لا يمكن الفكاك منه.
ظهرت المقالة إقليم شفشاون .. معاناة صامتة وحزن عميق وتهميش عَمَّرَ لعقود أولاً على المغرب 24.