التأم المجلس الجماعي لبلدية سبت أولاد النمة والسلطات المحلية والوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لتادلة، في اجتماع موسع بباشوية المدينة، الأربعاء، لمناقشة أزمة الماء الشروب والإجراءات المتخذة لتدبير الاضطراب الحاصل في تزويد أحياء المدينة بهذه المادة الحيوية.
وأجمع المشاركون في اللقاء على ضرورة الحرص على استمرار تزويد المدينة بهذه المادة الحيوية والرفع من الجاهزية والتعبئة لمواجهة أي خصاص محتمل، وذلك من خلال استغلال كافة الإمكانيات التقنية والبشرية المتاحة، أو التي يمكن توفيرها بتنسيق مع الشركاء، خاصة السلطات الإقليمية والمجلس الجهوي، لضمان تزود ساكنة المدينة بالماء خلال فترة العيد وأثناء فصل الصيف.
وفي تصريح لهسبريس، أوضحت حنان أبو الفتح، المديرة العامة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لتادلة، أن الاجتماع جاء لإشراك أعضاء المجلس الجماعي لسوق السبت أولاد النمة في ما تقوم به الوكالة المستقلة المفوض إليها تدبير القطاع في إطار برنامج عملها الآني لتدبير النقص الحاصل في الماء الشروب بالمدينة، وبُغية التأكيد على أهمية التعبئة والتحسيس لترشيد استهلاك الماء.
وأكدت أبو الفتوح أن الوضع مستقر حاليا، وأنه ليست هناك إشكاليات مطروحة حتى الآن فيما يخص تزويد ساكنة سوق السبت بالماء الصالح للشرب، مشيرة إلى أن الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء أطلقت طلبات عروض من أجل حفر “أثقاب مائية” بالمدينة، وأنها بصدد بدء استغلال ثقب مائي يصل عمقه إلى حوالي 217 مترا، ما قد يساهم في حل الإشكالات التي تعرفها المدينة، في حالة ما إذا لم تظهر بعض الإشكالات الأخرى.
من جانبه، قال بوبكر أوشن، رئيس المجلس الجماعي لسبت أولاد النمة، في تصريح لهسبريس، إن الاجتماع جاء في إطار تدبير الخصاص الذي تعرفه أحياء المدينة على مستوى الماء الشروب، ويروم بلورة مقترحات آنية بتنسيق مع كافة الشركاء، وخاصة مجلس الجهة والسلطات.
وأوضح أوشن أن رئيس جهة بني ملال خنيفرة وافق على حفر ثقبين مائيين يبلغ عمق كل واحد منهما حوالي 400 متر، كإجراء استعجالي لضمان تزود الساكنة بالماء الصالح للشرب، مضيفا أن محمد قرناشي، عامل الإقليم، يواكب عن كثب هذه الجهود، وهو على تواصل مع الجهات المختصة لضمان تزود الساكنة بهذه المادة الحيوية.
وبخصوص موضوع تزويد مدينة سوق السبت بالماء الشروب انطلاقا من سد بين الويدان عبر مركز أفورار (إقليم أزيلال)، أكد رئيس الجماعة أن الأشغال ما زالت متعثرة؛ إذ يرتقب أن تستمر إلى حدود شهر أكتوبر المقبل، وفق ما جاء في اجتماع عقد الاثنين الماضي مع مسؤولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب.
وأكد الرئيس حرص كافة أعضاء المجلس الجماعي لسوق السبت على توفير الماء الشروب خلال هذه الفترة لكافة السكان دون استثناء، بفعل تضافر جهود كافة المتدخلين من ولاية جهة بني ملال خنيفرة، ورئاسة الجهة، وعمالة إقليم الفقيه بن صالح، والوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء.
من جانبها، دعت السلطات المحلية كافة فعاليات المجتمع المدني وساكنة المدينة إلى الانخراط في التعبئة والتحسيس لتنوير الساكنة بحقيقة الوضع بدون مغالطات، مشددة على أن الأمر لا يهم جهة دون أخرى، إنما يهم كل الأشخاص بغض النظر عن مواقعهم ومسؤولياتهم، على اعتبار أن أزمة الماء تتجاوز كل الاختصاصات والحدود.
وتميز اللقاء بمداخلة علمية للوكالة المستقلة رصدت كل التدابير المتخذة والإكراهات المطروحة بشأن الماء في المدينة، وبتنويه أعضاء المجلس الجماعي بالجهود التي تبذلها المديرة العامة للوكالة المستقلة للماء ببني ملال منذ الارهاصات الأولى لظهور الأزمة، وبموقف السلطات الإقليمية والمحلية ورئيس المجلس الجماعي ورئيس جهة بني ملال خنيفرة في البحث عن حلول إجرائية لهذه الأزمة التي تعاني منها مناطق عدة في المغرب.
جدير بالإشارة إلى أن جماعة سبت أولاد النمة عرفت في الآونة الأخيرة نقصا حادا في الماء الشروب بعدد من الأحياء، خاصة بالطابقين الأول والثاني، ما دفع هيئات حقوقية وسياسية إلى المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حق الساكنة في التزود بهذه المادة الحيوية.