بأجندات غير واضحة المعالم لدى جميع الأطراف، لا تبدو تحركات ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، مهندسة صوب الجزائر ومخيمات تندوف، أمام صمت جماعي بشأن إمكانية الزيارة من عدمها.
وفي وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة تحرك دي ميستورا نحو زيارة كافة أطراف النزاع، توقفت الرحلة على مستوى العاصمة الرباط، دون بروز مؤشرات الذهاب للقاء جبهة “البوليساريو” ومسؤولي الجزائر.
ولم تتطرق وسائل الإعلام الجزائرية لزيارة تعني الجارة الشرقية واكتفت بالحديث عن المغرب، كما استثنت مخيمات تندوف كذلك، متهمة المغرب بعرقلة زيارة المبعوث الأممي لمختلف أطراف النزاع.
وتبدو مهمة استئناف العملية السياسية أمرا مستعصيا للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء أمام جمود الموقف الجزائري وحديث جبهة “البوليساريو” عن تعطيل وقف إطلاق النار وإطلاق سلسلة بيانات حربية.
لا رهانات
عبد الفتاح فاتيحي، الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، قال إن زيارة المبعوث الشخصي إلى الصحراء لم تكن ببرنامج عمل واضح؛ ولذلك لا يراهن عليها كثيرا لتحقيق تطور في مسألة مستقبل إيجاد تسوية سياسية للنزاع حول الصحراء.
وأضاف فاتيحي أن هذه الجولة جاءت في سياق من التوترات الإقليمية، وتداعيات ذلك على الموقف الجزائري؛ وهو ما يزيد من حدة تشنج السلوك الدبلوماسي الجزائري، بعد سلسلة من الخيبات الدبلوماسية.
وسجل المصرح لهسبريس أن الجزائر قد تستقبل دي ميستورا؛ لكن بتمثيل دبلوماسي أقل تعبيرا عن سخطها مما تعتبره تحشيدا من الأمم المتحدة لصالح الموقف المغربي باعتباره الطرف المستفيد، من هذه الزيارة.
واستنتج الجامعي المغربي أن هذه الجولة تبقى شكلية في رهاناتها، مستدركا أنها تزيد من حجم الضغوط على موقف الجزائر و”البوليساريو”؛ إلا أنها تعد زخما سياسية لصالح الموقف التفاوضي للمغرب في محطة أكتوبر المقبلة.
واعتبر فاتيحي أن الزيارة قد تكشف دليلا آخر أمام الرأي العام الدولي عن الإصرار الجزائري بإطالة أمد الصراع وتقويض العملية السياسية التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء والتي باتت تشكل عنوانا للإجماع الدولي.
تحفظ مغربي
حسن بلوان، الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، سجل أن لقاء دي ميستورا مع المسؤولين المغاربة يأتي في سياق الدينامية التي يراكمها المغرب في ملف القضية الوطنية، خاصة أن المبعوث الأممي التقى طيلة الفترة السابقة مع مسؤولين دوليين مؤثرين.
وأضاف بلوان، في تصريح لهسبريس، أن زيارة المبعوث الأممي إلى الرباط دون غيرها من الأطراف ذات الصلة، خاصة الجزائر ونواكشوط وتندوف، تأتي للمزيد من التنسيق مع المملكة المغربية صاحبة الحق.
واعتبر المتحدث أن استثناء المبعوث الأممي الأقاليم الجنوبية يستجيب للتحفظات المغربية التي ترى أنه لا فائدة من هذه الزيارة دون انخراط جدي وفاعل من الطرف الحقيقي وهو الجزائر، باعتبارها سببا في المشكل وداعما لاستمراره وحاضنة للمليشيات المهددة للاستقرار ووقف إطلاق النار.
وأكد بلوان في التصريح ذاته أن عدم زيارة المبعوث الأممي للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية أربك حسابات ومخططات المليشيات الإرهابية لـ”البوليساريو”، التي تتباكى وتندد بما أسمته انحياز الأمم المتحدة ومعظم دولها المؤثرة إلى جانب المغرب.