شهد محيط ثانوية علال الفاسي بمدينة طنجة، يوم أمس، حادثة اعتداء جماعي مروعة، حيث تعرضت تلميذة لضرب مبرح من قبل مجموعة من الفتيات القاصرات، تجاوز عددهن العشرة، على مرأى من التلاميذ والمارة، الحادثة التي وثقتها كاميرات المراقبة القريبة من المؤسسة، خلّفت موجة من الغضب والاستياء بين أسر التلاميذ والرأي العام المحلي.
وحسب مصادر محلية وشهود عيان، اندلع الاعتداء نتيجة خلافات شخصية بين الضحية والمجموعة المعتدية، تطورت بشكل صادم إلى عنف جسدي علني، حيث قادت الهجوم شقيقتان، إحداهما بادرت إلى خلع حجابها ونظاراتها الطبية قبل أن تبدأ بتوجيه الضربات الأولى، فيما شاركت بقية الفتيات في الاعتداء.
الواقعة أثارت ذعرًا في محيط الثانوية، حيث سادت حالة من الفوضى دفعت المارة إلى استدعاء الإسعاف لنقل الضحية إلى قسم المستعجلات، وقد أثبتت الفحوصات الطبية تعرضها لجروح بليغة وعجز مؤقت، ما دفع عائلتها إلى تقديم شكاية رسمية لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة.
أولياء الأمور عبّروا عن استيائهم من موقف إدارة الثانوية التي لم تتخذ أي إجراء تأديبي بحق المتورطات، مبررة موقفها بأن الحادثة وقعت خارج أسوار المؤسسة، إلا أن تسجيلات كاميرات المراقبة أظهرت أن الاعتداء وقع بالقرب من بوابة المؤسسة، ما يثير التساؤلات حول مسؤولية الإدارة في ضمان سلامة التلاميذ بمحيط المدرسة.
وفي سياق متصل، أكدت عائلة التلميذة الضحية أن ابنتهم تعاني من إصابات جسدية خطيرة ومعاناة نفسية حادة تمنعها من العودة إلى الدراسة في الوقت الراهن، كما ناشدت السلطات الأمنية والقضائية بالتدخل السريع لمعاقبة المتورطات، مشددة على ضرورة تعزيز الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية.
الحادثة دفعت تلاميذ الثانوية وأولياء أمورهم للمطالبة بتحركات عاجلة لتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسط مخاوف متزايدة من تكرار مثل هذه السلوكيات العنيفة.
هذا، وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية، تبقى هذه الواقعة دليلًا جديدًا على الحاجة الماسة لإجراءات صارمة تحمي التلاميذ وتعيد الاعتبار لدور المدرسة كفضاء تربوي وأخلاقي.