فشلت الأحزاب القومية ذات التوجه الانفصالي بإسبانيا في استصدار موقف معاد لقضية الصحراء المغربية، بعد رفض الأحزاب الكبرى في المملكة الإيبيرية المقترح الذي تقدمت به مجموعة من تلك الأحزاب حول مراجعة قرار مدريد إزاء مبادرة الحكم الذاتي.
المقترح الذي رفضه 252 نائبا برلمانيا، يدعو إلى إقامة علاقات مباشرة مع جبهة “البوليساريو”، وتعزيز حقوق الإنسان بالصحراء المغربية، والتراجع عن القرار الأخير بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء.
وجاء في هذا المقترح أيضا، الذي تقدمت به أحزاب اليسار الجمهوري لكتالونيا والحزب اليساري الباصكي والكتلة الوطنية الغاليكية، أن “المغرب يتجاهل قرارات الأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء”.
لكن الخطوة، وفق المنشورات الإعلامية الإسبانية، لقيت معارضة شديدة من لدن الأحزاب السياسية الكبرى، لا سيما الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، بالنظر إلى الروابط السياسية والدبلوماسية التي تجمعهما بالمغرب.
وانتقدت الأحزاب الانفصالية الإسبانية قرار بيدرو سانشيز بخصوص الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، لافتة إلى أن إسبانيا ينبغي أن تلتزم موقف “الحياد” تجاه النزاع الإقليمي.
وواصلت الأحزاب الموقعة على المقترح، الذي اطلعت هسبريس على نسخة منه، انتقادها للحكومة الاشتراكية، موردة أن “بيدرو سانشيز اختار الدفاع عن مصالحه الاقتصادية والتجارية، في مقابل التخلي عن المصالح السياسية للبلد”، بتعبيرها.
كما أشارت الوثيقة عينها إلى أن “الموقف الإسباني حيال نزاع الصحراء تسبّب في خلاف دبلوماسي عميق مع الجزائر، وما ترتب عن ذلك من مخاطر أمنية تتعلق بتدبير أزمة الهجرة والحدود المشتركة”، وفق صياغة المقترح.
وتشبّثت الأحزاب الكبرى في المشهد السياسي الإسباني بمتانة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اعتباراً للروابط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية بين الرباط ومدريد على امتداد السنوات الماضية.
وتشهد العلاقات الثنائية تقاربا غير مسبوق، مرده إلى تطابق وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية؛ بينها نزاع الصحراء والخلاف مع الجزائر والتزود بالغاز وأزمة الهجرة وتدبير الحدود المشتركة.
وشدد بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، في مقابلة صحافية سابقة مع وكالة “أوروبا بريس” للأنباء، على أن “العلاقات مع المغرب استراتيجية”، مؤكدا أن “المغرب ثالث أكبر شريك تجاري لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي؛ لذا، فإن وجود علاقات الثقة والأمن والاستقرار مستقرة معه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإسبانيا”، حسب قوله.