من يتصفح “سطوريات” الإخوة زعيتر المنشورة يوم أمس الخميس في تطبيق التواصل الاجتماعي “أنستغرام”، يلاحظ كيف أن عراب العائلة أبوبكر زعيتر فضل نشر إعلانات إشهارية للترويج لبيع “الدونات والسباغيتي” في مطعمه “شيري شيري” بمارينا اسمير، في الوقت الذي كانت فيه ألسنة المغاربة تلهج بالدعاء بالشفاء لعاهل البلاد الذي أصيب بعدوى وباء كوفيد-19.
فأبو زعيتر فضل الإشهار وأموال الإشهار على المجاهرة بالدعاء والابتهال لملك البلاد الذي أنعم عليه بكل المكرمات والأفضال، بل وحتى عندما نشر أبو زعيتر “سطوري إشهار الديربي البيضاوي”، فإنه فعل ذلك ليس حبا في كرة القدم المغربية، وإنما توددا في أموال الزبائن الذين سيحضرون لمطعمه بسلا لمشاهدة المباراة. إنه “الوفاء” في أقصى تجلياته وأبشع تمظهراته!
أما عمر زعيتر، أحد ثنائي التوأم المتوحش كما كانت تصفهم الصحافة الألمانية، فاختار هو الآخر أن ينشر إعلانات الإشهار والترويج لمطعمه الوردي بمارينا سلا، ولم يكلف لا أكفه ولا قلبه ولا جوارحه بالتضرع لملك البلاد في مرضه بكوفيد-19. فهل إشهار الاسفنج الأمريكي المزركش أهم من الإخلاص في الدعاء للجالس على العرش؟ وهل السباغيتي الإيطالي أهم من التعاطف الجماعي مع الشعب المغربي في مرض أمير المؤمنين؟
وحده عثمان زعيتر من نشر سطوري الدعاء بالشفاء لملك البلاد، أما أخوهم المستجد على الساحة الإعلامية المدعو خالد فقد أعاد نشر نفس “السطوري” ضمن العشرات من السطوريات التافهة والسمجة التي تتنوع ما بين نكث مبتذلة وإشهارات لعلامات تجارية! وكأن صحة أعلى سلطة في البلاد لا تستدعي الإكبار والخشوع في الدعاء.
إنه الوفاء “الزعتري”، نسبة لعائلة أبو زعيتر. فصحة عاهل البلاد لا تتطلب منهم دعوات وابتهالات خالصة كما قام بذلك جميع المغاربة الأوفياء، وحتى عندما تضرع منهم عثمان لم يجد سوى “سطوري” نمطي استولى عليه من شبكات التواصل الاجتماعي وأعاد نشره بطريقة ميكانيكية تخلو من كل نبرة إنسانية.