كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة شنغهاي وجامعة كارلتون عن تأثير وقت الشاشة المفرط على سلوك الأطفال الصغار وجودة نومهم. وأظهرت النتائج أن زيادة وقت الشاشة ترتبط بمشكلات في الانتباه وفرط النشاط والقلق، مع تأكيد دور النوم كوسيط أساسي في هذه العلاقة.
وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 2.5 عام، وأكثر من ثلث الأطفال فوق سن 4 سنوات، يتجاوزون الحد اليومي الموصى به للشاشات وهو ساعتان فقط. وأدى ذلك إلى تراجع جودة النوم ومدته، خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي زادت من اعتماد الأطفال على الأجهزة الإلكترونية.
وأكد الباحث يان لي أن استخدام الشاشات المفرط يضع الأطفال في حالة من الإثارة المستمرة، مما يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات السلبية على نومهم وسلوكهم. كما أشار إلى أن الشاشات أصبحت بمثابة “ضوء ليلي” غير رسمي، وهو ما يفاقم من صعوبات النوم لدى الأطفال.
وشملت الدراسة 571 طفلاً، وكشفت أن الصبيان كانوا أكثر عرضة لمشاكل الانتباه وفرط النشاط مقارنة بالفتيات. وأوضح الباحثون أن اضطرابات النوم الناتجة عن استخدام الشاشات تخلق حلقة تغذية مرتدة تزيد من مشاكل السلوك، بما في ذلك القلق والاكتئاب. وأوصى الخبراء بضرورة مراقبة وقت الشاشة للأطفال، وتحديده بما يتماشى مع التوصيات الصحية لتحسين جودة النوم وتقليل المشكلات السلوكية.