كشف البنك الدولي عن تقديم 250 مليون دولار لمشروع التنمية الاقتصادية لشمال شرق المغرب، لتحسين الربط بشبكات النقل وتمكين نمو القطاع الخاص في المنطقة، لاسيما تطوير مجمع الناظور البحري غرب المتوسط.
وقالت المؤسسة المالية الدولية، في بيان لها، إن منطقة شمال شرق المغرب تعرف تحديات إنمائية كبيرة، كما تنعم بفرص كبيرة أيضاً لتحقيق التنمية.
وأوضح البنك الدولي، أن المنطقة تأثرت بسبب موقعها النائي، والكوارث الطبيعية، والظواهر المرتبطة بالمناخ، ونضوب الثروات المعدنية، وعدم تطور القاعدة الصناعية فيها، وكبر حجم القطاع غير الرسمي.
وأكد على أنه إدراكا منها للإمكانيات غير المستغلة لهذه المنطقة، تقوم الحكومة المغربية بتنفيذ خطة رئيسية للاستثمار في بنيتها التحتية، حيث أن ذلك يشمل ذلك تطوير مجمع الناظور البحري غرب المتوسط الذي يضم ميناءً بحرياً عميقاً ومنطقة صناعية، فضلا عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتحسين بيئة الشغل على المستوى الجهوي، مشيرة إلى أن المشروع الجديد للبنك الدولي سيساند هذه المبادرة حتى يتسنى تحقيق التنمية الجهوية.
ونقل البيان عن جيسكو هنتشيل، المدير الإقليمي لدائرة المغرب العربي بالبنك الدولي، قوله، إنه “تماشيا مع الإصلاحات الواردة بالنموذج التنموي الجديد، سيتيح هذا المشروع إطلاق مسلسل التنمية المجالية والتقليص من الفوارق الجغرافية لضمان تنمية مجالية مستدامة وقادرة على الصمود، وتعزيز القدرة على المنافسة”.
وزاد المسؤول، وفقا للبيان: ” هذا المشروع يهدف إلى تعزيز ازدهار أكبر للمنطقة من خلال توفير ظروف مواتية لخلق فرص شغل من طرف القطاع الخاص وفتح آفاق للاندماج الاقتصادي، مبرزا أن “تطوير مهارات السكان، ولا سيما النساء والشباب في المناطق القروية سيعزز القدرات المحلية والتماسك الاجتماعي” .
وأبرز المصدر، أن هذا المشروع يتضمن ثلاثة مكونات رئيسية تتمثل في تدعيم مقاربة مندمجة للتنمية المجالية بجهة الشمال الشرقي، وتطوير القطاع الخاص بها، وتحسين البنيات التحتية الطرقية.
وذكر أن هذا التمويل سيمكن من وضع خارطة طريق للاستثمارات ذات الأولوية، وتحسين وتطوير 500 كيلومتر من الطرق القروية، وتعزيز قدرات 5 آلاف من العاملين الشباب، مع استهداف على وجه الخصوص النساء والشباب بالوسط القروض، مع دعم الإصلاحات الرامية إلى زيادة استثمارات القطاع الخاص بمقدار 30 مليون دولار في المنطقة وتأهيل 170 كيلومترا من الطرق الرئيسية.
وأكدت آن سيسيل سوهيد، أخصائية في مجال النقل بالبنك الدولي ورئيسة فريق عمل المشروع، بحسب ذات المصدر، أنه “من خلال دعم أفضل للتهيئة المجالية وتحسين مهارات اليد العاملة وتطوير القطاع الخاص المحلي، والاستثمارات في البنية التحتية للنقل، سيعزز هذا المشروع الإمكانات الاقتصادية لشمال شرق المغرب، فضلا عن تحسين مناخ الاستثمار العام”.